درب العرب
25-03-2001, 02:56 AM
محاولة تعريف
يكثر الحديث عن قضية المواطنة في بلادنا بلاد الحرمين إما بشكل جاد نابع من حرص و إخلاص أو بشكل تسويقي إعلامي لا قيمة له. و مفهوم الوطنية له بعدين ينبغي عدم الخلط بينهما، البعد الأول له علاقة بمفهوم الدولة عموما و هذا موضوع مشكل لأنه سيتطرق إلى قضية مشروعية الدولة القطرية الحديثة و هو ليس المقصود بالطرح هنا.
المقصود بالطرح هو الوطنية بمعناها المحدود حول دور المواطن و موقع الحاكم المحكوم في الوطن و علاقة الحاكم بالمحكوم. و لو تأملنا مفهوم المواطنة أو الهوية أو الانتماء بهذا المعنى في بلدنا لتبين أنه مفهوم غامض بالضرورة.
السبب أن توضيحه أو تحديد مفهومه يؤدي إلى تعريف الدولة و تحديد علاقة الحاكم بالمحكوم، و هذا غير ممكن في بلادنا، لماذا؟
لأنه فضيحة، تدوين طبيعة علاقة الحاكم بالمحكوم، أي تحويلها من واقع مطبق إلى بنود محددة معناه تحويل ممارسة الامتلاك إلى صـــــــــك امــــــــتلاك رسمي، و هذا ما لا يمكن أن يحصل، لأن حكامنا مهما بلغوا من الجبروت و الاستبداد لا يمكن أن يقبلوا تدوين هذه الممارسة في نظام مكتوب، بل إنهم رغم إصرارهم على ممارسة الامتلاك يحاولون إظهار الشورى و العدل و الحرية.
هذا الغموض في الهوية يقتل الانتماء لان الفرد لا يعرف شخصية بلده بل لا يعرف دوره و موقعه في هذا الكيان المسمى دولة.
كبديل للشعور بالانتماء يحاول الفرد أن يعيش حياة فردية يضمن فيها لقمة عيشه و حسب.
إذا كان "المواطن" في القوات المسلحة فانه يعلم جيدا أن لا دور له إلا لبس اللباس العسكري للاستعراض و الدفاع عن الدولة موكول لأمريكا و مهمته أن يعد الأيام و يقبض الراتب.
إذا كان "المواطن" في المباحث أو المخابرات أو قوات الأمن فانه يعلم جيدا إن دوره ليس حماية أمن الوطن بل حماية أمن الأسرة الحاكمة و مهمته أن لا يمانع في إيذاء الشعب و البلد من أجل الأسرة.
إذا كان "المواطن" في صناعة النفط فانه يعلم جيدا أنه يكدح حتى توزع الناقلات و هبات النفط على الأسرة.
إذا كان "المواطن" رجل أعمال فانه يعلم جيدا أن جهده و تجارته تحت رحمة الأسرة.
إذا كان "المواطن" طالب علم أو داعية أو مثقف أو كاتب أو صحفي فانه يعلم جيدا أن لا مساحة له إلا في حدود تمجيد الأسرة.
لا يمكن أن يتحمس الإنسان للوطن و يخدمه بقناعة إذا كان الوطن مختزلا في أفراد معدودين.
المواطنة بهذه المعاني مواطنة مصطنعة متكلفة كاذبة متناقضة أو إن شئت سمها مواطنة انفصامية لما يترتب عليها من انفصام في شخصية "المواطن". هذا الاصطناع هو الذي يجعل كل مظاهر الاحتفاء بالوطن متكلفة ممجوجة لأنها فعلا تجسيد لاختزال الوطن في بضعة أشخاص.
مشكلة أخرى في هذه المواطنة تجعلها اكثر تناقضا و انفصاما هي مشكلة الراية الإسلامية المزعومة مقابل التفريط بالتزامات هذه الراية و الحرب غير المعلنة على الإسلام، في الدعوة, في الاقتصاد، في الإعلام، في العلاقات الخارجية، في القضاء و حقوق الإنسان، بل حتى في تخريب الأخلاق و إفساد المجتمع.
في مقابل تلك المواطنة الانفصامية هناك المواطنة الحقة، المواطنة الصادقة التي تعتبر تجسيدا لحب "المواطن" لبلده و إشفاقه عليه و الاستعداد لخدمته بقناعة، المواطنة التي فيها خوف على مستقبل هذا البلد و الغيرة عليه و تمني عزته و رفعته، المواطنة المنسجمة و المتماسكة التي تشحذ الإنسان همة و نشاطا و سعيا لخدمة بلاده و أهله و شعبه.
هذه المواطنة الصادقة لا يمكن تحقيقها إلا بإزالة ذلك التناقض و الانفصام، كيف؟
أولا من خلال السعي للجمع بين الراية الإسلامية و التطبيق .
وثانيا من خلال السعي لتمكين الأمة من استلام زمام أمرها.
الذي يسعى لهذين الأمرين هو المواطن الصادق المشفق على بلده، و كلما ازداد سعيه و تضحيته كلما كان ذلك
يكثر الحديث عن قضية المواطنة في بلادنا بلاد الحرمين إما بشكل جاد نابع من حرص و إخلاص أو بشكل تسويقي إعلامي لا قيمة له. و مفهوم الوطنية له بعدين ينبغي عدم الخلط بينهما، البعد الأول له علاقة بمفهوم الدولة عموما و هذا موضوع مشكل لأنه سيتطرق إلى قضية مشروعية الدولة القطرية الحديثة و هو ليس المقصود بالطرح هنا.
المقصود بالطرح هو الوطنية بمعناها المحدود حول دور المواطن و موقع الحاكم المحكوم في الوطن و علاقة الحاكم بالمحكوم. و لو تأملنا مفهوم المواطنة أو الهوية أو الانتماء بهذا المعنى في بلدنا لتبين أنه مفهوم غامض بالضرورة.
السبب أن توضيحه أو تحديد مفهومه يؤدي إلى تعريف الدولة و تحديد علاقة الحاكم بالمحكوم، و هذا غير ممكن في بلادنا، لماذا؟
لأنه فضيحة، تدوين طبيعة علاقة الحاكم بالمحكوم، أي تحويلها من واقع مطبق إلى بنود محددة معناه تحويل ممارسة الامتلاك إلى صـــــــــك امــــــــتلاك رسمي، و هذا ما لا يمكن أن يحصل، لأن حكامنا مهما بلغوا من الجبروت و الاستبداد لا يمكن أن يقبلوا تدوين هذه الممارسة في نظام مكتوب، بل إنهم رغم إصرارهم على ممارسة الامتلاك يحاولون إظهار الشورى و العدل و الحرية.
هذا الغموض في الهوية يقتل الانتماء لان الفرد لا يعرف شخصية بلده بل لا يعرف دوره و موقعه في هذا الكيان المسمى دولة.
كبديل للشعور بالانتماء يحاول الفرد أن يعيش حياة فردية يضمن فيها لقمة عيشه و حسب.
إذا كان "المواطن" في القوات المسلحة فانه يعلم جيدا أن لا دور له إلا لبس اللباس العسكري للاستعراض و الدفاع عن الدولة موكول لأمريكا و مهمته أن يعد الأيام و يقبض الراتب.
إذا كان "المواطن" في المباحث أو المخابرات أو قوات الأمن فانه يعلم جيدا إن دوره ليس حماية أمن الوطن بل حماية أمن الأسرة الحاكمة و مهمته أن لا يمانع في إيذاء الشعب و البلد من أجل الأسرة.
إذا كان "المواطن" في صناعة النفط فانه يعلم جيدا أنه يكدح حتى توزع الناقلات و هبات النفط على الأسرة.
إذا كان "المواطن" رجل أعمال فانه يعلم جيدا أن جهده و تجارته تحت رحمة الأسرة.
إذا كان "المواطن" طالب علم أو داعية أو مثقف أو كاتب أو صحفي فانه يعلم جيدا أن لا مساحة له إلا في حدود تمجيد الأسرة.
لا يمكن أن يتحمس الإنسان للوطن و يخدمه بقناعة إذا كان الوطن مختزلا في أفراد معدودين.
المواطنة بهذه المعاني مواطنة مصطنعة متكلفة كاذبة متناقضة أو إن شئت سمها مواطنة انفصامية لما يترتب عليها من انفصام في شخصية "المواطن". هذا الاصطناع هو الذي يجعل كل مظاهر الاحتفاء بالوطن متكلفة ممجوجة لأنها فعلا تجسيد لاختزال الوطن في بضعة أشخاص.
مشكلة أخرى في هذه المواطنة تجعلها اكثر تناقضا و انفصاما هي مشكلة الراية الإسلامية المزعومة مقابل التفريط بالتزامات هذه الراية و الحرب غير المعلنة على الإسلام، في الدعوة, في الاقتصاد، في الإعلام، في العلاقات الخارجية، في القضاء و حقوق الإنسان، بل حتى في تخريب الأخلاق و إفساد المجتمع.
في مقابل تلك المواطنة الانفصامية هناك المواطنة الحقة، المواطنة الصادقة التي تعتبر تجسيدا لحب "المواطن" لبلده و إشفاقه عليه و الاستعداد لخدمته بقناعة، المواطنة التي فيها خوف على مستقبل هذا البلد و الغيرة عليه و تمني عزته و رفعته، المواطنة المنسجمة و المتماسكة التي تشحذ الإنسان همة و نشاطا و سعيا لخدمة بلاده و أهله و شعبه.
هذه المواطنة الصادقة لا يمكن تحقيقها إلا بإزالة ذلك التناقض و الانفصام، كيف؟
أولا من خلال السعي للجمع بين الراية الإسلامية و التطبيق .
وثانيا من خلال السعي لتمكين الأمة من استلام زمام أمرها.
الذي يسعى لهذين الأمرين هو المواطن الصادق المشفق على بلده، و كلما ازداد سعيه و تضحيته كلما كان ذلك