PDA

View Full Version : أحوال الناس عند المصائب


البراء
31-05-2001, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعامين بينا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الطيبين .
إخواني في الله إن كل إنسان يمر بأزمات ومواقف في حياته ومن هذه المواقف مصائب كمصيبة فقد عزيز لديه بسبب الموت وفي هذه المواقف يقول شيخ الإسلام ابن تيمية والناس أربعة أقسام ( منهم من يكون فيه صبر بقسوة ومنهم من فيه رحمة بجزع ومنهم من يكون فيه القسوة والجزع والمؤمن المحمود الذي يصبر على ما يصيبه ويرحم الناس ) .
إذا كان المؤمن يعلم أن القضاء خيراً له كان صباراً ، أو كان استخار الله وعلم أن من سعادة ابن آدم استخارته لله ورضاه بما قسم الله له كان قد رضي بما هو خير له . وفي الحديث الصحيح عن علي رضي الله عنه قال : ـ ( إن الله بالقضاء فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) ففي هذا الحديث الرضا والاستخارة فالرضا بعد القضاء والاستخارة قبل القضاء .وهذا أكمل من الضراء الصبر فلهذا ذكر في ذاك الرضا وفي هذا اصبر .
ثم إذا كان القضاء خيراً مع الصبر فكيف مع الرضا ؟ ولهذا لم يؤمر بالحزن المنافي للرضا قط ، مع انه لا فائدة فيه ، فقد يكون فيه مضرة لكنه يعفى عنه إذا لم يقترن به ما يكرهه الله .
لكن البكاء على الميت على وجه الرحمة حسن مستحب ، وذلك لا ينافي الرضا ، بخلاف البكاء عليه لفوات حضه منه . وبهذا يعرف معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لما بكى على الميت وقال : ( إن هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) . فإن هذا ليس كبكاء من يبكي لا لرحمة الميت . فإن الفضيل بن عياض لما مات ابنه علي فضحك وقال ( رأيت أن الله قد قضى فأحببت أن أرضى بما قضى الله به ) حاله حسن بالنسبة إلى أهل الجزع . وأما رحمة الميت مع الرضا بالقضاء وحمد الله تعالى كحال النبي صلى الله عليه وسلم فهذا أكمل كما قال تعالى ( ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) فذكر سبحانه التواصي بالصبر والمرحمة .

شيخ الإسلام ابن تيمية

aziz2000
31-05-2001, 05:15 PM
جزاك الله خيرا على ماكتبت وأسأل الله أن يرفع بحروفك قدرك في الدنيا والآخرة ..

ذكرتني بكلام الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن أحوال الناس عند المصائب .. وسأضعه هنا لزيادة الخير

* قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى : وليعلم أن الناس

إزاء المصيبة على درجات :

الأولى : الشاكر .... الثانية : الراضي ......

الثالثة : الصابر .... الرابعة : الجازع ...

فالجازع فعل محرما وتسخط من قضاء رب العالمين الذي بيده ملكوت

السموات و الأرض له الملك يفعل ما يشاء .......

و الصابر هو الذي يتحمل المصيبة : أي يرى أنها مرة و شاقة

و صعبة ويكره وقوعها ولكنه يتحمل و يحبس نفسه عن الشئ المحرم

وهذا واجب ....

و الراضي هو الذي لا يهتم بهذه المصيبة ويرى أنها من عند الله

فيرضى رضى تاما و لايكون في قلبه تحسر أو ندم عليها لأنه رضي

رضى رضا تاما وحاله أعلى من حال الصابر ولهذا كان الرضا مستحبا

وليس بواجب ......

و الشاكر هو أن يشكر الله على هذه المصيبة ... ولكن !!! ...

كيف أن يشكر الله على هذه المصيبة .. وهي مصيبة ؟!!

الجواب من وجهين : -

الأول : أن ينظر إلى من أصيب بما هو أعظم .. فيشكر الله على أنه

لم يصب مثله وعلى هذا جاء الحديث (( لا تنظروا إلى من هو فوقكم

و انظروا إلى من هو أسفل منكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله

عليكم )) ......

الوجه الثاني: أن يعلم أنه يحصل له بهذه المصيبة تكفير السيئات

و رفعة الدرجات إذا صبر .. فما في ألآخرة خير مما في الدنيا....

فيشكر الله ....

و أيضا.. أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل و الأمثل

فيرجو أن يكون بها صالحا فيشكر الله سبحانه وتعالى على هذه

النعمة ... والشكر على المصيبة مستحب .. لأنه فوق الرضا ...

و لأن الشكر أيضا رضا و زيادة .

الملبوس
31-05-2001, 10:00 PM
بارك الله فيك اخي والى الامام انشالله


تلميذكم البار
الملبوس

حرف
01-06-2001, 01:39 AM
جزاك الله خير علي موضوعك


حرف

البراء
02-06-2001, 08:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً اجمعين وجعلني الله وإياكم من الصابرين الشاكرين الراضين بقضاء الله وقدره .
محبكم في الله ( البراء )