mjh
09-06-2001, 02:11 AM
السلفية...و...الحزبية...للشيخ علي حسن الحلبي الأثري
السلفية...و...الحزبية...
يتوهم الكثير من الناس عند ذكر اصطلاح (السلفية) و (السلفيون) وجود حزب أو نشوء حزبية أو غير ذلك مما قد يرد على أذهانهم أو يخطر على بالهم !
وليس لذلك كله حقيقة واقيعة ألبتة في المنهج السلفي القويم أو في أفكار حملته ودعاته إذ (السلفية) تعني بحق الإسلام الصحيح الشامل الذي أنزله الله سبحانه على محمد صلى الله عليه وسلم وليست هي مسمى محصوراً بفئة من الناس فهي انتساب إلى (السلف) الممدوحين في الكتاب والسنة فكل من فهم دينه على ما فهمه سلف الأمة الصالحون فهو (سلفي) سواء أذكر ذلك صراحة وجهاراً أم سكت عن ذلك خشية أو (وسوسة) !!
فالسلفية لا يسعها حزب ولا تحويها جماعة ولا تنتظمها حركة وإنما هي تسع المسلمين كلهم جماعات وأفراداً لأنها الإسلام بشموله كتاباً وسنة بفهم السلف الصالح رضي الله عنهم.
فالواجب على الأمة مقارنة واقعها فكراً وعملاً وتصوراً وتنفيذاً:بمنهج السلف في فهمهم وتطبيقهم لهذا الدين العظيم.
وإذ نذكر (السلفية) ونكررها مؤكدين الانتساب إلى السلف والتشرف بذلك إنما نريد قطع الطريق على أولئك الذين يريدون في عملهم (الإسلامي) وتطبيقاتهم (الدعوية) وتنظيماتهم (الحركية) إبقاء حبل (الاجتهاد) في (الفكر الإسلامي) ملقى على غاربه دون ضوابط أو قواعد سوى مصالحهم المنظورة في أذهانهم أو عصرانيتهم النابعة من تفكيرهم أو عقلانيتهم المأسورة بأفكار الغرب وبالتالي تطويع النصوص الشرعية تبعاً لذلك كله !!
فإن قال قائل بعد ذا : لعل هذه (التسمية) فتحاً لباب تحزب مكتتم !
فالجواب أن: لا وذلك لأمرين أثنين :
الأول:أن (السلفية) نسبة مشرَّفة ، مشرِّفة لأولئك المذكورين بخيرية الفهم و خيرية التصور وليست اسما محصوراً بفئة لها بطاقات حزبية أو تصورات عصبية !
الثاني:أن تميز أهل الحق بحقهم لا يجعلهم مشاركين بالمخالفة لمن انحرفوا عن سواء المنهج أو مشابهين لمن حادوا عن سوي السبيل.
فلا غضاضة بحمد الله البتة على من انتسب إلى السلف ليس فقط بالمقال وإنما بالسمت والنهج والفعال وبخاصة في هذه الفترة العصبية من الزمن التي كثر فيها المدعون للحق وكثر فيها أدعياء الدعوة فلا بد من تميز منهجيٍّ صادقٍ موافق للحق غير مخالف عنه يقض مضاجع المنحرفين ويبطل فرى المموهين يوافق فيه المخبر الخبر ويكون به الدعاة قائمين بدعوتهم حق القيام.
ورحم الله شيخ الإسلام القائل:(لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً).
ونشر هذا المنهج بين الناس وجعله الشعار والدثار لحياتهم شعوباً وأمماً حكاماً ومحكومين هو أمر تتمناه النفوس وتتوق إليه القلوب والعقول ويجتهد في تحصيله المخلصون.
فإذا حصل بمنة الله ولو بعد حين انتشار هذا المنهج الحق وخفت تلك الأصوات الناشزة المخالفة له هنا وهناك وأصبحت الأمة في قالب الإسلام الصحيح خالية من البدع والأهواء كما كان الصدر الأول ومقدمه السلف الصالح : لغابت هذه الألقاب المميزة لعدم وجود المناهض لها.
فليهنأ دعاة منهج السلف الحق باستعلائهم على كل تقوقع وتحزب (ولينعموا) بشمول دعوتهم لكل صاحب فطرة لم تغيرها الشوائب من جميع المسلمين وليفرح المتحزبون بحزبيتهم ومقاييسهم الخاصة جداً فليس هناك من ينافسهم فيها أو يتطاول بعنقه لمجاراتهم بها !!
والله الهادي إلى سواء السبيل.
[علي حسن الحلبي – مجلة الأصالة العدد الثاني (51-53)]
السلفية...و...الحزبية...
يتوهم الكثير من الناس عند ذكر اصطلاح (السلفية) و (السلفيون) وجود حزب أو نشوء حزبية أو غير ذلك مما قد يرد على أذهانهم أو يخطر على بالهم !
وليس لذلك كله حقيقة واقيعة ألبتة في المنهج السلفي القويم أو في أفكار حملته ودعاته إذ (السلفية) تعني بحق الإسلام الصحيح الشامل الذي أنزله الله سبحانه على محمد صلى الله عليه وسلم وليست هي مسمى محصوراً بفئة من الناس فهي انتساب إلى (السلف) الممدوحين في الكتاب والسنة فكل من فهم دينه على ما فهمه سلف الأمة الصالحون فهو (سلفي) سواء أذكر ذلك صراحة وجهاراً أم سكت عن ذلك خشية أو (وسوسة) !!
فالسلفية لا يسعها حزب ولا تحويها جماعة ولا تنتظمها حركة وإنما هي تسع المسلمين كلهم جماعات وأفراداً لأنها الإسلام بشموله كتاباً وسنة بفهم السلف الصالح رضي الله عنهم.
فالواجب على الأمة مقارنة واقعها فكراً وعملاً وتصوراً وتنفيذاً:بمنهج السلف في فهمهم وتطبيقهم لهذا الدين العظيم.
وإذ نذكر (السلفية) ونكررها مؤكدين الانتساب إلى السلف والتشرف بذلك إنما نريد قطع الطريق على أولئك الذين يريدون في عملهم (الإسلامي) وتطبيقاتهم (الدعوية) وتنظيماتهم (الحركية) إبقاء حبل (الاجتهاد) في (الفكر الإسلامي) ملقى على غاربه دون ضوابط أو قواعد سوى مصالحهم المنظورة في أذهانهم أو عصرانيتهم النابعة من تفكيرهم أو عقلانيتهم المأسورة بأفكار الغرب وبالتالي تطويع النصوص الشرعية تبعاً لذلك كله !!
فإن قال قائل بعد ذا : لعل هذه (التسمية) فتحاً لباب تحزب مكتتم !
فالجواب أن: لا وذلك لأمرين أثنين :
الأول:أن (السلفية) نسبة مشرَّفة ، مشرِّفة لأولئك المذكورين بخيرية الفهم و خيرية التصور وليست اسما محصوراً بفئة لها بطاقات حزبية أو تصورات عصبية !
الثاني:أن تميز أهل الحق بحقهم لا يجعلهم مشاركين بالمخالفة لمن انحرفوا عن سواء المنهج أو مشابهين لمن حادوا عن سوي السبيل.
فلا غضاضة بحمد الله البتة على من انتسب إلى السلف ليس فقط بالمقال وإنما بالسمت والنهج والفعال وبخاصة في هذه الفترة العصبية من الزمن التي كثر فيها المدعون للحق وكثر فيها أدعياء الدعوة فلا بد من تميز منهجيٍّ صادقٍ موافق للحق غير مخالف عنه يقض مضاجع المنحرفين ويبطل فرى المموهين يوافق فيه المخبر الخبر ويكون به الدعاة قائمين بدعوتهم حق القيام.
ورحم الله شيخ الإسلام القائل:(لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً).
ونشر هذا المنهج بين الناس وجعله الشعار والدثار لحياتهم شعوباً وأمماً حكاماً ومحكومين هو أمر تتمناه النفوس وتتوق إليه القلوب والعقول ويجتهد في تحصيله المخلصون.
فإذا حصل بمنة الله ولو بعد حين انتشار هذا المنهج الحق وخفت تلك الأصوات الناشزة المخالفة له هنا وهناك وأصبحت الأمة في قالب الإسلام الصحيح خالية من البدع والأهواء كما كان الصدر الأول ومقدمه السلف الصالح : لغابت هذه الألقاب المميزة لعدم وجود المناهض لها.
فليهنأ دعاة منهج السلف الحق باستعلائهم على كل تقوقع وتحزب (ولينعموا) بشمول دعوتهم لكل صاحب فطرة لم تغيرها الشوائب من جميع المسلمين وليفرح المتحزبون بحزبيتهم ومقاييسهم الخاصة جداً فليس هناك من ينافسهم فيها أو يتطاول بعنقه لمجاراتهم بها !!
والله الهادي إلى سواء السبيل.
[علي حسن الحلبي – مجلة الأصالة العدد الثاني (51-53)]