PDA

View Full Version : قال له صاحبه: ما عليك! , مجردمشاركة معنا...


البراء
30-06-2001, 09:44 AM
انطلق صوت أحد أولئك الشباب بأذان المغرب, يختلط مع صوت الأمواج الهادئة التي
كانت قريبة من " الشاليـه" الذي كانوا يفطرون به, و إذا بأحدهم يقدم لصاحبنا
تمرة, فقال له: شكرا ً و لكني لست بصائم.

قال له صاحبه: ما عليك! , مجردمشاركة معنا...

أقيمت الصلاة فدخل معهم في الصلاة لأول مرة - منذ أن تركها قبل فترة طويلة - و
بعد الصلاة قام أحد الشباب بإلقاء خاطرة إيمانية دخلت كل كلمة فيها إلى أعماق
قلبه, و بعد الإفطار استأذن من صاحبه ليعود إلى البيت, كان يفكر في هذا الجمع
الطيب, و تلك الكلمات التي لم يسمع مثلها من قبل , أو ربما سمع مثلها كثيرا ً,
و لكن لأول مرة يسمعها بقلب متفتح, فكان يحاسب نفسه أثناء قيادته سيارته :



إلى متى أظل على هذا الطريـق؟

أما آن الأوان للاستقامة؟

ما المانع من ذلك؟

وصل إلى البيت مبكرا ً على غير عادته, تعجبت زوجته من قدومه المبكر, و عندما
سألته قصَّ عليها ما جرى.

فرحت زوجته, و استبشرت بقدوم أيام الفرح, بعد أن أحال أيامها كلها منذ أن
تزوجته حزنا ً يُوَلِّد ُ حزنا ً, بسبب ما يقترف من المعاصي و ما يعاملها به من
قسوة.

صحا من النوم الساعة الثانية قبل الفجر بمدة طويـلة, توضأ و أخذ يصلي مناجيا ً
ربه, و يستغفر عن الأيام الخالية يطيل في السجود و القيام حتى أذّنَ الفجر.

استيقظت زوجته,فرأته ساجدا ً, فرحت كثيرا ً بهذا التغيير, و اقتربت منه منتظرة
انتهاءه من الصلاة, و لكنه لم يقم من سجدته, فوضعت يدها عليه مخاطبة: ماذا بك ؟

و لكنه بدل أن يجيبها سقط على جنبه, لقد وافته المنية و هو يناجي ربه.



من كتاب :قصص من الواقع
للشيخ/ عبدالحميــد جاسم البلالي

Nawwar
01-07-2001, 06:55 PM
قصة مؤثرة جدا أخي البراء .. جزاك الله خيرا ؛؛