سوالف للجميع (http://www.swalif.com/forum/index.php)
-   ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة (http://www.swalif.com/forum/forumdisplay.php?f=41)
-   -   صغـــار على الحشمة و الدين.. من الواقع (http://www.swalif.com/forum/showthread.php?t=194496)

نور بوظبي 16-08-2004 07:11 AM

صغـــار على الحشمة و الدين.. من الواقع
 
الموقف الأول: سارة طفلة صغيرة في الثامنة من عمرها و ربما على مشارف التاسعة ، كم كانت فرحتها غامرة حين استعدت للذهاب لمنزل عمها لحضور وليمة تجمع الأهل و الأقارب، اشتاقت للقاء بنات عمها و كانت تود أن تفاجئ الجميع بتغير جديد في حياتها الصغيرة، و هو بدايتها للبس الحجاب و المحافظة عليه، تذكرت ابنة عمها أماني التي سبقتها لهذا الأمر، عزمت الأمر و خرجت على أخواتها في المنزل و هي تلبس الحجاب معلنةً استعدادها للذهاب للوليمة بالشكل الجديد ، ابتسامتها زادت وجهها الصغير تألقاً و نوراً و هي تنظر لأخواتها الكبار، و لكن ما هذا الذي حصل، لماذا تغيرت ابتسامة سارة لتنقلب إلى بكاء حاد، إنها ردة فعل أخواتها الكبار الغير المتوقعة ، بسرعة و بدون تردد قُلنها في لحظة واحدة ( سارة أنتي صغيرة على الحجاب ) ، ( سارة شكلك قبل أجمل هيا أخلعي الحجاب ، سوف تكبرين و تلبسين الحجاب في وقته) ، ( لا لن تذهبي معنا بالحجاب سيأتي الوقت الذي تلبسين فيه الحجاب فلا تستعجلي ) و غيرها من الكلمات التي أشعرت سارة أنها قد أذنبت ذنباً و لم تحاول فعل الخير ، فلم يحتمل قلب سارة الصغير هذا الهجوم الغير المتوقع لتنقلب فرحتها إلى حزن و بكاء معلنة أنها لن تذهب للوليمة بالحجاب و الكل يضحك على مظهرها ..

التعليق: القصة واقعية ، ومثل هذا موقف رأيته كثيراَ و سمعت به كثيراً ، و أتأثر كثيراً حينما لا يجد الطفل الصغير من يعاونه على فعل الخير، فحينما نرى إقبال صغارنا على فعل الخيرات نستنكر منهم هذا الأمر و نهرنهم عنه ، و إذا رأيناهم قد بدؤا في تقليد المغنين و المغنيات صفقنا لهم و تعجبنا من مهارتهم، و أتعجب أكثر لمن لا يريد طفله الصغير أن يبدأ التعلق بربه ، و يظن أن التعلق بالله فقط للكبار ، ناسياً أن ممن يظلهم الله تعالى تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ( شاب نشأ في طاعة الله )، و إذا تعدى هذا الفتى مرحلة الطفولة لينتقل لمرحلة المراهقة و الشباب شكونا من بعدهم لربهم و من عدم التزام الفتاة بالحجاب الشرعي ، و نحن لم نعودهم على هذا الأمر من قبل .

الموقف الثاني : ريم في التاسعة من عمرها، يحلو لها اللعب في كل الأوقات ، حين يحين موعد الصلاة فلا تنتبه لذلك ولا يوجد من ينبهها لهذا الأمر ، لأن والدتها تعتقد أنه لا زال هناك متسع من الوقت على تعليمها للصلاة ، و هي لم تبلغ بعد العاشرة من عمرها، أما إذا حان وقت الغداء تغضب والدتها إذا لم تتناول الوجبة و لا تزال معها حتى تتناول الغداء مع العائلة و كذلك العشاء ، و لكن إن حلّ وقت الصلاة فلا تهتم بذلك الأمر كثيراً، ربما تبلغ ريم العاشرة و تبدأ والدتها بتوبيخها لعدم محافظتها على الصلاة ، و ربما تنتظر أكثر لاعتقادها أن ابنتها لازالت صغيرةً..

النتيجة
من شبّ على الشيء شاب عليه، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (: مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) ، إن المتأمل في هذا الحديث يرى حسن التربية و التميز في التعليم على الفريضة التي تفصل بين الإسلام والكفر، فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بتعليم بأبنائنا و هم في عمر السابعة و من ثمّ أمر بضربهم و هم في عمر العاشرة ،فكانت ثلاث سنوات كافية لتعليم هذا الطفل الصغير هذه الفريضة العظيمة ، و إن تتدرب الطفل طيلة ثلاث سنوات كاملة على الصلاة في وقتها ، فلن يحتاج والداه لضربه، و لكن للأسف نجد الكثير لا يطبقون إلا الشطر الثاني من الحديث ، فهم يهملون تربية أبنائهم على الصلاة من سن السابعة و إذا بلغ إبنهم العاشرة قاموا بتوبيخه أو ضربه و هم لم يبدؤا بما بدأ به رسولنا الكريم ( عليه أفضل الصلاة و التسليم )، و هذا بالطبع لا يمنع من تدارك الوقت و الاهتمام في الطفل و لو كان قد تجاوز سن العاشرة ..



في حياتنا الواقعية قد نجد الطفل يتعلق بدينه بشكل كبير و يحتاج لمن يشجعه على ذلك و يحفزه للاستمرار ، فنجد طفلاً صغيراً و هو لم يتجاوز سن العاشرة تأثر بشريط محاضرة سمعه في السيارة أو متأثراً بأحد أقاربه و بدأ يعكف على القرءان و حاول الابتعاد عن سماع الغناء، و لكن للأسف قد لا يجد إلا التوبيخ من بعض أفراد أسرته و ربما الضحك و الاستهزاء ، فتسمع البعض يقول له ( من متى صرت مطوع ) ،و غيرها من الكلمات التي قد لا يحتملها من بدأ في الالتزام من الكبار فضلاً عن الصغار.

و على صعيدٍ آخر هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى متابعة منذ الصغر حتى يتعود هذا الصغير على فعلها ، كأداء الصلوات في وقتها، و البدء في الصيام في شهر رمضان ، و التصدق على المساكين ، و لبس الحجاب الشرعي، مثل هذه الطاعات يتربى عليها الطفل الصغير و يكبر تعلقه بالطاعات ولا يستطيع أن يتركها ، لأنها أصبحت جزءاً من حياته و إن تركها فإنه يشعر بخللٍ في حياته حتى يعود لما اعتاد عليه ..

من الواقع .. قمت بمتابعة بعض الأشخاص لمعرفة سبب عدم محافظتهم على الصلاة في وقتها ، فوجدت أن كثيراً منهم لم يتعودا على المحافظة على الصلاة في وقتها في مرحلة الطفولة و لم يتربوا على ذلك..

@همســة@
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم / 6

@فــــائدة@

أختكم ..
نـــوربوظبي

Huda76 16-08-2004 09:18 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الحبيبة نور بوظبي

أسعد الله أيامك وبارك في أعمالك ..

جزاك الله خير الجزاء وأجزل لك المثوبة والعطاء على هذا الموضوع الرائع جدا ..

لابد أن نعي وندرك الحقيقة التي قالها الإمام مالك بن أنس وهي :

" لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها "

أرجو الإطلاع على الرابط التالي لنرى كيف كان السلف الصالح يربون أبناءهم ..

من عظات الآباء للأبناء والأطفال

محبتي لك

MUSLIMAH 16-08-2004 11:16 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فعلا مشاهد نراها كثيرًا في حياتنا أو نسمع عنها ..

للأسف نجد كثير من الاهل يرددون ( لازالت صغيرة على ... ) أو ( تو الناس .. لما تكبر ! ) و قد تناسوا أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر !

فإذا ما أتوا يأمرونها بالاحتشام أو بالصلاة و غيرها من الفرائض شيجدون صعوبة في أدائها لأنها بكل بساطة لم تعتد على ذلك !

اسأل الله تعالى أن يهديهم و يردهم إليه ردًا جميلاًا ..

جزاكِ الله خيرًا أخية :)

نور بوظبي 16-08-2004 11:58 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبا مليون و الله بدكتورتنا هدى :)

بصراحة مفاجأة أكثر من رائعة :good: :good:

كم أسعدني أن أرى قلمك من جديد بين طيات سوالف بعد غياب ، و كم هو شرف لي أن أرى اسمك في موضوعي :banana:

نعود للموضوع أختي الحبيبة ..

لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .. عبارة أكثر من رائعة تختصر الموضوع بالكامل

أشكرك على ا لرابط القيم و بارك الله فيك


مرة أخرى مرحباً أختي الحبيبة هدى :)

حروف سوالف 16-08-2004 09:50 PM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع رائع جداا ..

ومواقف جدا واقعيه ..

تجد الأب يذهب بأبنه للحلاق ويقص شعره بطريقه غريبه ، ربما لو رأها الاب على أبنه الأكبر لنهاه ولكنه يقول لا يزال صغيرا على ذاك !!!...


تحياتي لك نور سوالف ..


حروف سوالف

أبو ريــــــــــما

نور بوظبي 17-08-2004 03:47 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أختي الغالية مسلمة :)

بارك الله فيك و جزاك الله خير الجزاء ..

و مثل هذه المواقف تمر علينا كثيراً..

البعض قد لا ينتبه أن هذا الصغير سيكبر يوماً ما و سيكبر معه حبه للطاعة أو نفوره منها بسبب من أهله ..

أستغرب دائماً لماذا رأينا شخص ما بدأ في الطاعة أنكرنا عليه هذا الأمر..

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا و يردنا إليه رداً جميلاً ..

بارك الله فيج :)

نور بوظبي 17-08-2004 03:59 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياكم الله أخي الفاضل أبو ريما

أخي الكريم .. مثل هذه الأمور تحدث كثيراً ..

حتى الفتاة .. قد تتعود على لس البنطال الضيق و القصير و الخروج فيه و هي ليست بالصغيرة ، فقد تتجاوز العاشرة من عمرها أو الحادية عشرة ..


و السبب أن البنت لا زالت صغيرة ..

و أحياناً تجد الفتاة في الصف الخامس الابتدائي و هي لم تتعود على الصيام في شهر رمضان و السبب هو نفسه أن البنت لا زالت صغيرة ..

جزاك الله خير أخي الفاضل وبارك الله فيك

متاهه 22-08-2004 06:49 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
هناك مايزعجني..
في عالم الملتزمين الصغار (الجدد)..
وهو يكمن فيمن حولهم..
حين يحملونهم مسؤولية اختيارهم طريق الالتزام بفضاضة..
فيجعلون هفوات الصغار عظائم..
ويعنفونهم ويقرنون ذاك بالتزامهم..
وقد يمنعونهم عما يستحق التدرج في الابتعاد عنه..
لمجرد ذاك الاختيار..

وتبدأ الطريقة (المنفرة)..
تبعد ذاك البرئ عن عالم اختاره..
وأساؤا استقباله..

سامح الرحمن جهلهم وهداهم لخير تربية..

جزيت خيراً نور..
مواضيعك دوماً تمس الواقع..

Misrمصر 24-08-2004 04:10 AM

نور بوظبي
 
بارك الله فيكِ على طرح هذا الموضوع الذي يعرض مواقف نعايشها كثيرا، ومن منا لا يتألم من سلبية بعض الآباء والأمهات إزاء إيجابية بعض أبناءهم بحجة أنه "لسة بدري" ، "طب لما يكبر شوية" وغيرها من الحجج الواهية.

كم تشعر الصغيرات بالسعادة تغمرهم حين يتهيئون بما هو جديد استعدادا لمقابلة أو مناسبة، فما بالنا بمن اختارت الحجاب إعجابا به، وإيمانا بوجوبه، واقتداء بالصالحات من المسلمات بدء من خديجة وفاطمة، إنّ هذه الفتاة الصغيرة أولى بالتشجيع والرعاية من أسرتها في المقام الأول، ثم من أقاربها الذين عايشوا اعتزازَها بالحجاب، إنّ التشجيع بالكلمة الطيبة والهدية الجميلة والثناء العاطر له دور عظيم لا يقل في أهميته عن دور المحرّك للسيارة.
توجد لدى الكثيرين من الآباء والأمهات مشكلة أسمّيها نقص ملَكَات التربية، فـبعض أولياء الأمور يقللون من أهمية التشجيع والثناء ويعتبرونه "كلام×كلام" رغم أنّ التشجيع والإطراء يعتبر كالزيت يساهم في تسريع عجلة أداء المركبة؛ حتى على صعيد العمل والوظيفة؛ لا يكتمل نجاح المدير إلا إذا كان يمتدح الموظف المثابر، والمهندسَ المتْقِنَ، والعامل الملتزم.

وعلى الرغم من أنني وعلى المستوى الشخصي، لا أؤمن بإلزام البنت الصغيرة بالحجاب، إلا أن لا أملك أن ألوم فتاة ارتضت أن ترتديه وهي في المرحلة الابتدائية مثلا، بل إنني أشجّعها وأربت على كتفيها بـحنان مذكرا إياها بـالصالحات من نساء المسلمين، وأن تشبهها بهنّ فيه الفلاح والنجاح.

على صعيد الصلاة، فما من شك أن المواظبة عليها وتحبيب الطفل فيها من الصِغَر أمر ضروري يجعل الأسرة تتلافى مشكلات قد تظهر عندما يشب الابن وهو لا يحافظ على صلاته، فأي خير يرجى من مثل هذا الابن؟

كيف نحبب أولادنا في الصلاة؟ نقلا عن موقع "طريق الإسلام"


أخيرا، إنّ الوالديْن اللذين يشعران بنوع ضيق أو ضجر إذا رأيا من أولادهما نوعَ التزام خلقيّ قويم، أو محافظة على شعيرة من شعائر هذا الدين العظيم، إن عليهما أن يراجعا نفسيْهِما ويتقيا الله في أبناءهما فإنّ الذي رزقهما الذرية -سبحانه وتعالى- سيسألهم عنها "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

أكرر الشكر للكاتبة الكريمةِ، وأعتذر عن بعض التشبيهات التي جعلتني إلى الميكانيكي أقرب منه إلى الطالب الجامعي:glasses: .

نور بوظبي 25-08-2004 02:02 AM

1^

حياك الله غاليتي متاهه :-)

صدقتِ..

و قد لا ينطبق ذلك على الطفل الصغير ..

قد يكون ابن الملتزم يختلف عنه ، و ترى الكثير يلوم الأب على تصرفات الابن المراهق..

و لكن ..

نحن لا نعلم أسرار البيوت ..

و لا سمعنا مناقشات الابن مع أبوه ..

و لا حتى تصرفه ..

أو حتى إن كان الابن يتصرف من دون أن لا يعلم والده ..

و قد كان ابن نبينا نوح عليه السلام كافراً ..

فقد يكون ابتلاء من الله تعالى ..
فلا يمنع أن يكون الأب صالح و ابنه بعكسه ..

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح أبناء المسلمين ..


الساعة الآن » 09:04 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.0.16
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.