( كــرّرْ .. لتُقـــرّرْ .) هل نرى الأمور بعيون قرآنية ؟!
= = حينَ تُصمُ الآذانُ عن سماعِ صوتِ الحق ، وهو يدوّي على مدار الساعةِ ، وحين تعمى الأبصارُ عن رؤيةِ طلائعِ الحقِ ، وهي تلوحُ في كلِ حينٍ ، وحين لا تعي القلوبُ شواهدَ الحق ، وهي مبثوثة في كل مكانٍ .. فماذا بقيَ لهذا ( المخلوق ) من حقيقة ِ الإنسانيةِ ؟؟! إن أمثالَ هذا الصنفِ من الناس ، لا يطيبُ له إلا أن يعيشَ حياةً مهينة ، لا تشبهها سوى حياةِ الديديان !! تستلذُ بالمستنقعِ ! وتقتلها رائحة العطور والشذا ! ويطيبُ لها ظلمةَ الوحلِ ، ويؤذيها رؤيةِ النور !! قلبٌ مزعزعٌ عصفتْ بهِ رياحُ الهوى ، وبعثرته في وديانِ الدنيا .. وعقلٌ خواء ، مملوءٌ بالغثاء ، مهما أطال لسانه ، وزخرفَ وأرعد وأبرق ! إن حقيقةَ الإنسانِ في أروعِ صورها ، وأشرفها ، إنما تتجلى إذا أحسنَ الإنسانُ : استثمار أدواتِ السمع والبصرِ والعقلِ والفؤاد فيما خلقتْ له .. ولذا قال اللهُ سبحانه وهو الذي خلقَ جميعَ الخلائقِ ، فهو الأعلم بهم ، قالَ في هذا الصنف البائسِ الشائهِ من الناس : ( .. لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) ... (179) سورة الأعراف نعم هم كذلك كالأنعام ، ولو طنطنوا طويلاً .. وتشدقوا كثيراً .. وخرجوا على الناس بوجوه باسمة ..!! بل _ كما قرر الرب سبحانه _ الأنعام خير منهم ..!! وقد يكون هذا نجماً عالمياً مدوياً كبابا النصارى مثلاً ، أو نجماً سياسياً ، أو نجماً رياضياً ، أو نجماً سينمائياً ، أو نجماً فنياً ، أو أدبياً أو ما إليه ، وسواء أكان رجلاً أم امرأة فاتنة تخلب اللب بصورتها أو بصوتها ..! ومن ثمّ فعليك أن تتذكرَ وصية الله لك وأنت ترى أمثال هؤلاء : ( لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ ) (196) سورة آل عمران و لا تنخدع بمظاهرهم : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ..!!) وحقيقتهم : ( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ ) ..والآيات كثيرة.. فعلينا إذن أن ننظر بعين قرآنية لنرى حقائق الأشياء ، لا كما يراها عامةُ الناسِ بعيونٍ أرضيةٍ طينية !! هذه حقيقةٌ قرآنية يجب أن نذكّرَ بها أنفسنا مرارا وتكرارا ، ولا سميا ونحن نرى زخم الفضائيات ليلَ نهار ، وصباح مساء ، تلمعُ أمثالَ هؤلاء ، كما يلمع الإنسان حذاءه !! ومن هنا اختلتِ المفاهيمُ ، واضطربتْ المعايير عندَ كثيرٍ من الناس ، فقدّموا من أخرّ الله ، وأخروا من قدم الله !! وأحبوا من أبغض اللهُ ، وأبغضوا من أحب الله !! وهل الدين إلا الحب والبغض !؟ ومن حديث أبى أمامة الباهلي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ((من أحبَّ لله، وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)) وفى الصحيحين من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمـان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود فى الكـفر كما يكره أن يقذف فى النار )) ولله در القائل: أتحب أعـداء الحبيب وتدعـى حباً له ، ما ذاك فى الإمكـان وكذا تعـادى جاهـداً أحبـابه أين المحـبةُ ، يا أخا الشيطان ؟! إن المحــبة أن توافـق مـن تحب على محبته ، بلا نقصـانِ فلئن ادعيت له المحبـة مـع خلاف ما يحب فأنت ذو بهتان هذه الحقيقةُ بتفاصيلها ركزتْ عليها التربية القرآنية كثيراً ، ومراراً وتكراراً ، وربى عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابَه رضي الله عنهم . غير أنا اليوم نجدُ أن جمهرةً غفيرةً من المسلمين يغفلونَ عن هذه الحقيقةِ ، ومن ثم انحرفَ بهم الطريقُ ، وهم يحسبونَ أنهم يحسنونَ صنعا ..!! فلابد إذن من إعادةِ تقريرِ مثلِ هذه الحقائق المرة بعد المرة ، والكرة بعد الكرة ، حتى تعود هذه البديهياتُ في محلِ الصدارةِ من عقل وقلب كل مسلم صغيراً كان أم كبيراً ، ذكراً كان أم أنثى .. وعلينا أن نتذكر دائماً ،: أن العلمَ لا يتقرر ، حتى يتكرر ..!! فلا ينبغي أن نمل أو نكل أو نيأس .. فالأيام جزء من العلاج .. نسأل الله سبحانه أن يرضى عنا ويوفقنا لما يحبه ويرضاه .. اللهم آمين |
اللهم آمين
|
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته شيخنا الفاضل – بو عبد الرحمن جزاك الله خيرا و نفع بك و كما قلت حقيقةَ الإنسانِ في أروعِ صورها ، وأشرفها ، إنما تتجلى إذا أحسنَ الإنسانُ : استثمار أدواتِ السمع والبصرِ والعقلِ والفؤاد فيما خلقتْ له .. هذه هي الحقيقة التي يجب ان نكون عليها ان نستثمر أدوات السمع و البصر و العقل و الفؤاد فيما خلقت و فيما أمر الله تعالى و لكن الحقيقة غير ذلك و الواقع يشهد بذلك فنحن لم نستثمرها و لم نمنع عنها ما يفسدها بل صرفناها فيما يفسدها فكأن أول خطوة مطلوبة منا لاستثمارها أن نمنع عنها ما يفسدها حتى نتمكن بعد ذلك من استثمارها فيما خلقت له فأسماعنا و أبصارنا و قلوبنا و أفئدتنا ليست متهيئة لتكون كما خلقت و السبب واضح هو أننا (( لا نكــرّرْ .. لنُقـــرّرْ )) و لذلك كما قلت ((فلابد إذن من إعادةِ تقريرِ مثلِ هذه الحقائق المرة بعد المرة ، والكرة بعد الكرة ، حتى تعود هذه البديهياتُ في محلِ الصدارةِ من عقل وقلب كل مسلم صغيراً كان أم كبيراً ، ذكراً كان أم أنثى .. وعلينا أن نتذكر دائماً ،: أن العلمَ لا يتقرر ، حتى يتكرر ..!!)) و المتأمل لحالنا و حال غيرنا من المشركين و المذنبون أننا نتساوى معهم فيما خلق الله لنا من أدوات في أجسامنا غير انهم سخروها للحياة فقط و الدنيا(( غير أنهم سخروها في طريقها كما يجب في أمور الحياة و نحن لم نسخرها لا للدنيا و لا للدين بل للشهوات )) لذلك كان من المفروض بنا ان نسخرها كما أراد الله لنا فنرى الأمور بعيون قرآنية ولكن اللهث خلف الحياة الدنيا و غفلتنا عن معاني كثير سامية في ديننا جعلتنا نكون مثلهم بل الأنعام افضل منا لانها سخرت ما أعطاها الله لعبادة الله أليس كل ما في السماوات و الأرض يسبح لله تعالى فكل المخلوقات عرفت الطريق و استثمرت ما أودع الله فيها كما يحب الله الا هذا الإنسان المغرور الذي غفل و أضل فكان له من غفلته نصيب في هذه الحياة و هو عدم الراحة و الاستقرار و ما ينتظره أعظم لا نملك إلا قول بارك الله فيك ونفعنا بما نقرأ و لا حرمك الأجر ونتمنى منه تعالى أن يشرح صدورنا و يهدينا لما يحب و يرضى وبالله التوفيق |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم / عطارد
حياك الله وبياك وجعل الجنة مأوانا ومأواك من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب اسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال اللهم آمين تحياتي لك ودعواتي معك |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلة / عقد الياسمين
رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين لا أملك إلا أن أقول : لله درك .. بارك الله فيك حيثما كنت وجعلك مباركة يجد الآخرون صدى هذه البركة فينتفعون بك أينما حللت ورحلت ونزلت اللهم آمين |
| الساعة الآن » 01:20 AM. |
Powered by: vBulletin Version 3.0.16
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.