شـهـيـنـاز،،

سلاما واحترما ..

أولا : الناحية العروضية :

إن البحر المتقارب، الذي نظمت عليه القصيدة، بحرٌ صافٍ أساسا ذو تفعيلة واحدة (فعولن فعولن فعولن فعولن) — خلافا للبحر الممزوج الذي يتألف في شطره أكثر من تفعيلة. على أن هذا الصفاء يتغير في تشكيلاته، لا سيما وزن التفعيلة الأخيرة منه(الضرب)، وفق حاجة الذوق للإيقاع الموسيقي ***، وقد أحسنت بالعموم ماتعتنا في هذا المقام. فالقصيدة قد استهلت قأمطرتنا تشكيلة معينة تكررت المرات فيها ثلاثا

ستمطر ..

ستمطر..

ستمطر ..

أي

فعولن ..

فعولن ..

فعولن ..

أي هي تفعيلة واحدة (فعولن) ، خلت من أي اعتلال أو تبدل في الوزن، يتطلب بالضرورة ً التزام ضربها في كل شطر من القصيدة التزاما تاما.*** سوى أن هذا الوزن (فعولن— ااه اه) قد ألّ، في مواضع أخرى، إلى تفعيلة أخرى (فعولُ – ااه ا)، تجدينه مبدلا مثلا في تشكيلة الشطر التالي :

ستروي الغيـوم مــدن الضبـــاب

سـَتــَر و ِ ل/ غـُـيـًو م / مـُـد نـض / (( ضـَبـَـاب))

ا اه ا ه / ا اه ا / ا ا ا ه / (( ا ا ه ا))

فـعــو لــن / فعــو ل / فعـ ــلن / (( فـ ـعـو ل))

والحال كذاك في قوافي الأشطر المتعاقبة .. كــ غياب ... لقاء ...عناء ... خجل ... ( انـ) ــتظار...(انـ ) ــكــسـار ... غـبـار ... وجود ... خلود ...، قد التزمت فيــ( أ شطرها) ـــها تماما بـ (فعول)

ليس ضرب القصيدة في (فعولن و فعول المشار إليهما) متكررا فحسب ، إنما تبدل أيضا إلى وزن آخر (فعلن)، لم يستقم ووحدة ضرب القصيدة، بل بحر المتقارب عموما، جاء ذلك في تشكيلة يتيمة :


ستزهر أرضي

سَـ ـتـز هر / أ ر ضــي

ا اه ا ه / اه أ ه

فـ ــعـو لـن / (( فعـ ــلن))


يضاف على ما تقدم أن الشطر سالف البيان— ما أعتقد— معلول أيضاً كما يبين في (( فعلن )):

ستروي الغيـوم مــدن الضبـــاب

سـَتــَر و ِ ل/ غـُـيـًو م / (( مـُـد نـض)) / ضـَبـَـاب

ا اه ا ه / ا اه ا / ا ا ا ه / ا ا ه ا

فـعــو لــن / فعــو ل / (( فعـ ــلن)) / فـ ـعـو ل


وللحديث تتمة إن شاء الله ،،،



-----------
*** انظر مثلا ( قضايا الشعر المعاصر) لــ نــازك الـمــلائـكــة / الطبقة السابعة نيسان1983، ص 93-95