لملمت أوراقي المبعثره من جديد وحملت معي كل زادي لأفتح الباب من جديد بعد أن غطاه الغبار ونسجت عليه العناكب من بيوتها ما نسجت بل حتى الأشباح عرفت طريقها له
فتحت الباب وأنا متيقن أن هناك ضوء شارد ضاع في ظلمة الليل الخفي
أشعلت شموع الأمل وكلي رجاء بأن يمنحني الواهب عزوجل جل عفوه ورحمته وفتحت مداد القلم لأنثر العبرات والعبارات
كتبت والألم يعصر قلبي إلى من أعددته خير اعداد وعلمته فاحسنت تعليمه وقضيت من عمري سنوات أحثه وأغذيه من القيم الاسلامية إلا أن عزيزي هذا قد خيب ظني ورجائي وآمالي فقد تعلق بأذناب الدنيا الزائله وسلبته مداد السنين الماضيه ,, بكت عيني وأنا الذي كنت أقول أمر مستبعد أن تتحول حياة صديقي من سماء القيم إلى أرض الزخارف وحب الدنيا
كتبت أليه أحذره من الإفراط في حب متاع الدنيا والتضحيه من أجله بجنان الخلد الأبدي والنعيم المرتقب( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار)

خططت اليه بمداد دمي في أورده قلبي ناهيه من حب الدنيا وزينتها فالدنيا حلم وعما قريب سيفيق منه لتفتح عينيه على حقيقه مروعه إما الى عيش رغيد في جنة عاليه أم أنه يصلى بنار حاميه

أخي إن كنت تسعى إلى عيش السعداء في هذه الدنيا فما أوصيك به إلا ما أوصاني به من أفقه مني علماً ودين ...أخرج الخلق من قلبك لا تخفهم ولا ترجهم ولا تستأنس بهم ,, هرول عن الكل واشمئز منهم كأنهم ميتات جيف فإذا صح لك هذا فقد صحت لك الطمأنينه والسعاده الأبديه عند ذكر الله عزوجل ... حينها ستحيا بسعادة يحلم بها من على الأرض جميعاً فقد فتحت لك أبواب الجنة الدنيويه ومنا ستهرول ساعياً لطلب جنة الآخره

خططت ما خططت وكلي أمل إلى أن يعود سابق عهد صديقي إلى ما كان فهو يعلم أني ما اكتب الا بمداد الدم والدموع وحتى ان كان نزف القلم شحيح ولم يصل الى المراد فهناك نزف قوى
هو نزف القلوب

[COLOR=red]وقفه[/COLOR]
إن لم تكن الأمنيه التي نحيا لها ما أعد الله ..... فلا خير في هذه الدنيا

[COLOR=darkblue]المرجع:[/COLOR] [COLOR=red]ذاكرة انسان[/COLOR]