|
عضو فائق النشاط
|
|
المشاركات: 548
|
#11
|
'مسرحية' جماعة 'النصرة والجهاد في بلاد الشام'؟!
من الصعب على أي عاقل تصديق "المسرحيّة" التي تقول إن جماعة تطلق على نفسها اسم "النصرة والجهاد في بلاد الشام" هي المسئولة عن هذه العملية وذلك كما ظهر في شريط بث على قناة الجزيرة. فقد بدا واضحا جدّا أنّ المسئول عن هذه العملية أراد التغطية على ما فعلته، فلم يجد أفضل من تلبيسها لجماعة إسلامية بهذا الشكل، فالذي يعرف لبنان يعرف أنّه لا وجود لهكذا جماعات داخليا، وهي إن وجدت فليست فاعلة وتخضع لمراقبة، ولا تعدو مجموعة من الأفراد الذين قد يستعملون "الكلشن" كأبعد تقدير.
فقوّة الانفجار وحجمه وموقعه في قلب المنطقة الاقتصادية والسياسية التابعة للدولة وأجهزتها، تؤكد أن العمل ليس من صنع جماعة أو حتى جماعات مهما بلغت قوّتها، فضلا على أن يكون جماعة غير معروفة كالتي أعلنت مسؤوليتها. أضف إلى ذلك أن إعلان وسائل الإعلام على أن القنبلة وزنتها حوالي 350 كلغ يشير إلى أن الجماعة المشار إليها لا يمكن نقلها خاصّة في تلك المنطقة، كما أن التكنولوجيا المستخدمة والتي عطّلت خطوط الهاتف الخلوي وأجهزة الاستشعار والرصد الحسّاسة الموجودة في موكب الحريري (رحمه الله)، والتي تعمل على تعطيل تفجير أي عبوات عن بعد يؤكّد أنّ العملية هي من صنع جهاز استخباراتي يمتلك قدرات فنيّة وتقنية عالية. فموكب رفيق الحريري لا مثيل له في الشرق الأوسط إلا في الولايات المتّحدة وهو قادر على رصد أي تهديد، كما أنّ الانفجار كان كبيرا لدرجة أنّه غطّى مساحة قدرها 3 كلم.
وقد جرت الكثير من حالات الاغتيال السابقة، وعلى مستوى عالي، وفي كلّ مرّة لم يكن يكتشف الفاعل، كان يتم الإعلان عن تبني جماعة إسلامية وهمية لهذا العمل، كما حصل إبان اغتيال رشيد كرامي، حيث أعلنت جماعة حينها أنها اقتصّت من "الكافر" رشيد كرامي. ومن الواضح جدّا أنّ التسجيل وتبنّي هذه الجماعة غير المعروفة لهذه العملية، أمر مختلق من قبل الجهة المنفّذة لهذه الجريمة النكراء، وإذا استطاعت جماعة كهذه الوصول إلى هكذا شخصية ومركز وإلى هكذا تكنولوجيا، فلماذا لم يتم استهداف مواقع أمريكيّة أو بريطانيّة في لبنان؟!.
هذا ويمكن التّكهّن أنه تمّ اللجوء لهذه المسرحيّة للأسباب التالية:
أولا: إبعاد الأنظار عن الجهة الحقيقيّة والمسئولة عن هذه الجريمة. وغالبا ما سيتم نسبها إلى الفلسطينيين لاستغلال ذلك بعدّة أهداف داخلية وخارجية معروفة.
ثانيا: خلط الأوراق واستغلال التوقيت والشخص المستهدف واختلاق الحجّة من قبل الفاعل، ليتم تبرير تصفية الحريري، لأنّه على علاقة بالسعودية فمن الطبيعي أن يكون الفاعل إسلاميا.
ثالثا: تشويه مسيرة الجماعات المقاتلة خاصّة التي تحارب الاحتلال الأمريكي في العراق والإسرائيلي في فلسطين وإقحامها في أمور خارجة عن أجندتها الحقيقيّة وأهدافها الأصيلة في دفع الاحتلال.
رابعا: توريط السعوديّة في لبنان، فالفاعل الحقيقي لهذه العملية يستهدف توريط السعودية في لبنان والإيحاء للبنانيّين أنّ السعوديّة سبب فيما حصل أيضا في لبنان.
وبكل الأحوال من الصعب تحميل مسئولية هذا العمل لهذه الجماعة أو غيرها، فهي بكل تأكيد من صنع أجهزة مخابرات دوليّة، والذي يعرف لبنان يستطيع أن يدرك ذلك جيّدا خاصّة أنّه لا وجود لمثل هذه الجماعات.
من بيروت: علي حسين باكير
14/02/2005
مجلة العصر
|
|
15-02-2005 , 12:59 AM
|
الرد مع إقتباس
|