|
مراقبة سوالف الاصدقاء
|
قلب زايد
|
المشاركات: 7,838
|
#1
|
ورحــــل عيســـــى
رن جرس الهاتف .... وإذا بصديقتي نوارة على الطرف الأخر وقد تغيرت نبرة صوتها
خير نوارة ما بك .... أخي عيسى توفي في حادث فجر اليوم ... وانخرطت في بكاء مرير ... تبادر إلى ذهني مباشرة والدتها (فالأم أول من يتأثر في هذه المواقف) فردت بأن والدتها في أسوء حال
إنا لله وإنا إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
تركتني نوارة بعدما هزت كل كياني بهذا الخبر المفجع ... فالموت هو الفراق الذي لا لقاء بعده
قررت ووالدتي أن نزور أسرة نوارة ونخفف ولو القليل من مصابهم الكبير
وطوال الطريق وأنا أختار الكلمات وانتقي العبارات ... فوالدة عيسى رحمه الله هي من تشغل بالي وتستحوذ على تفكيري
دخلت البيت وسلمت على من صادفت في طريقي وكأني لا أراهم فعقلي وقلبي عند أم عيسى
ها هي تتشح بعباءتها السوداء ويجلس من حولها ثلة من النساء ... توجهت ناحيتها وارتميت بين يديها فضمتني بقوة وانخرطت في بكاء يقطع نياط القلب
أه يا أم عيسى ... فحرارة فراقك لزهرة شبابك وريحانة حياتك اخترقت قلبي واشعلت في جسدي وهج من الحسرة والألم
أه يا أم عيسى ... كيف تتخيلين هذه الزرعة التي سقيتيها كل هذه الأيام والسنين تنخلع من جذورها أمام عينيك وتفارقك للأبد
أه يا أم عيسى ... كيف لهذا الجسد الذي كبر بين يديك وارتوى من تعبك وسهرك الليالي يحمل على الأكتاف دون حراك
وأمام حزن أم عيسى تبعثرت كلماتي ولم تعد ذاكرتي تسعفني بأي كلمة من كلمات المواساة غير كلمة الحمد لله ... فلقد تحجرت الكلمات فوق شفتي وتاهت العبارات أمام عبراتها
فيا أيها الشباب الله الله في أنفسكم ورحماكم بقلوب أمهاتكم
ترفقوا بهذه الثروة التي تهدر والتي هي أساس بناء المجتمع وعماد هذه الأمة
اللهم احفظ شبابنا واهدهم إلى سواء السبيل ... واجعلهم بارين بأهلهم وأمتهم مشفقين على انفسهم وإخوانهم
|
|
03-08-2007 , 11:42 PM
|
الرد مع إقتباس
|