عرض مشاركة مفردة
الامير الفقير الامير الفقير غير متصل    
عضو نشيط  
المشاركات: 147
#1  
ديموقراطية العرب ... طاخ ... طيخ ... طاخ ... !!
ديموقراطية العرب ... طاخ ... طيخ ... طاخ ... !!!





من أسوء عاداتنا العربية المتوارثة ومن أخطر تقاليدنا البالية وما ( أقلـّها ) نسبة الى موروثنا المشرق تلك المرتبطة بامتلاك السلاح وحيازته وحمله و ( التفشخر ) به أمام خلق الله ... فالسلاح هو رفيق للرجولة في عالمنا الشرق اوسطي ... بل حتى اصبح رفيقا لبعض الهوانم ( المسترجلات ) في ذهابهن وقدومهن و ( ماكو واحد أحسن من واحد ) ... فالكل مسلح ... ابتداء من شيخ العشيرة ورئيس القبيلة ومرورا بأفراد قبيلته ونزولا بابناء المدن وانتهاءا" ... حتى بالسماسرة الذين قد يجدون في حمل السلاح بعض الطمأنينة لظروف عملهم الخطرة في أواخر الليالي

فمراسيم الفرح تستوجب أطلاق العيارات النارية ... ومراسيم الحزن والعزاء تستوجب اطلاقها أيضا ... وموسم الحصاد يتطلب أحتفالا لا يخلو من العيارات النارية ... وعيد ميلاد (سيادته ) أو ( جلالته ) يلزمنا باطلاق النار في الهواء أيضا ... ومن لا يفعل ذلك فقد يوسم بالعمالة والتبعية للأمبريالية والصهيونية والماسونية والنازية ولا يملك أي ذرة من العلمانية وربما ينفى بقرار مستعجل الى ( الصحراء الغربية )

على ان الكثير من الحوادث المؤسفة والمؤلمة قد تحدث أثناء تلك الأحتفالات الغير منضبطة والغير مسؤولة ... فكم عريس فقد عروسه أو أحد أقربائه نتيجة عيار ناري ذهب بالخطأ في طريق آخر ... وكم طفل بريء أو امرأة مسكينة لفظت انفاسها بعد تلقيها رصاصة طائشة غادرة في ( بؤبؤ ) عينيها نتيجة الأحتفال بالعيد الوطني تملقا وتزلفا ... وكم بلغ استهجان الجميع ومقتهم لأولائك الذين يرتكبون تلك الجرائم الغير مقصودة ... وكم بلغت مناشداتنا الجدية لولي الامر بأيقاع أقصى العقوبات بهم لكي يكونوا عبرة لمن لا يعتبر

فما بالكم بمن يحمل السلاح ضد أبناء جلدته وأخوته وأهله بسبق الأصرار والترصد لكي يقتل ويقتل ويقتل ويفرض أمرا لم يستطع فرضه بالأقناع والقول الحسن لقلة حيلته وضيق أفقه او لتنفيذ اجندة اتفق حولها مع ( بعضهم ) في ليل مظلم ... وبالرغم أننا قد نعذر بعضنا لذلك الفعل بسبب أن الحدث أو المناسبة قد تثير فينا النخوة والغيرة والعزة التي تمتاز فيها مجتمعاتنا ... إلا ان بعض الأحداث تستوجب الوقوف أمامها طويلا لكي نحصل على اجابات ما فتأت تثير فينا التساؤلات والشكوك وعدم الراحة

فعند دحر العدوان المجوسي الفارسي على العراق في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ... كنا نفهم لماذا الجميع كان يطلق النار في الهواء ابتهاجا واحتفالا ... وعند ضرب اسرائيل بصواريخ الحسين كنا نفهم أيضا تلك الممارسات التي كنا نراها من على شاشات التلفزيون في مختلف بقاع أمة العرب ... لكن ... لم يستطع الكثيرون منا من ( هضم ) أو الأقتناع بتلك الممارسة والتي قام بها البعض القليل عند غزو الكويت العربية الشقيقة

وأيضا كنا نفهم بأقتناع كبير ... بل وبمشاركة فعالة في تلك الممارسة بأطلاق النار من مختلف الأسلحة ... حتى مسدسات ( الماء ) عندما لم تستطع اسرائيل تحقيق نصرا ولو محدودا في عدوانها الأخير على لبنان العرب عندما وقف حزب الله أمامها تلك الوقفة البطولية التي شهد لها العدو قبل الصديق ... لكن من منا لم يستهجن ويمتعض ويشمئز من استخدام سلاح الحزب ومن مختلف ( العيارات ) ضد اهله وأبناء جلدته عندما اختلف مع الآخرين في الرؤيا وفي الستراتيجية

يكذب الكثير منا عندما يقول اننا لم نتعلم من أمريكا بعض دروسها المهمة برغم عدائنا الظاهر لها ... فتصديرها للديموقراطية بقوة السلاح هو فعلا أقرب درس الى قلوبنا ... فلا ضير أن ننهج نهجها امام العالم ونكون فعلا قد اتقنـّا اللعبة واكتسبنا خبرة في تحقيق تلك الديموقراطية المسلحة ... خصوصا أن السلاح عندنا يتوفر بكل العيارات والأنواع والمسميات ويحمله الجميع أبتداء من حراسة الجنرال عون وانتهاء ببواب عمارة الراقصة فيفي عبدو ... عدا بعض حكوماتنا طبعا
"

الامير الفقير غير متصل قديم 12-05-2008 , 12:10 AM    الرد مع إقتباس