عالم الطفولة
إذا عدنا..!
وعادت الذكرى تعانق سالف الأزمان
أوأنسى خيالاتي و قصص الجن والعفاريت وحكايات كان ياما كان..
وعيون تتطلع لسماع التكملة بشغف الحرمان ..
( في سالف الزمان )
وصورة الفتى الوسيم المرسومة في الأذهان
وبيت جدتي , وبقالة الدكان
وتسلق الأشجار , وأسطح البيوت , وعالي الجدران ..
والركض في الساحات عاريي الأقدام..!
والشجار مع البنات والصبيان , وقهوة أمي , وجلسة النسوان...
ما أجمل الطفولة .. وأيام الطفولة .. وأحلام الطفولة
عاااااااااااااااااالمنا الفتان..
ممزوجة كانت أحلامنا
ملونة بألوان الفرح أيامنا
فرشاة رسم تصبغ الوجدان
سلة أزهار وروح وريحان
من جملة الألوان ..
إختاري يا صديقتي ..
من باقة الأشجان ولوني مساءنا بأجمل الألوان وحطمي ماساءنا .. وارميه في غياهب النسيان
فقد آن أن نسحق الأحزان
والله يا صديقتي قد آن,,
فمهما عشنا وارتوينا من ملاءات الغرام
لابد للموت أن يرنو إلينا ( يحتوينا ) .. مشيعا فرحتنا إلى أحضانه
وباسما يتلقفنا ربما بحنان!
أو يضحك لنا ضحكة غريبة
وهو يهمس باحتقان..
حان موعد اللقاء فتعالي إلي فريستي ..الوقت حان..!
يا عيد ميلادي , يا عامي الهجري , يا كل أعيادي..
يا مجمل الدنيا
يا كوكبا حوى في جنباته أكوان أجوائي..
يا كل نبضي وهمسي
يا بحر أسراري ويا نور شمسي
إن غبتي عني يا ضيائي أخبريني كيف أمسي!
وكيف أبقى للغداة أعيش في همسات أُنسي!
أم أظل أتغنى وأعبث بالذكريات..
وأردد في سكون ثورتي وثورة سكوني
ما أجمل العودة إلى الطفولة على بساط من أساطير الخيال
دلة قهوى تعبق انفاسها زعفرانا وباقة هال
أتذكرين أوقاتنا الجميلة في ليالي رمضان
نرقب فيها أنجما تسطع بين أضواء الهلال
ليته كان حقيقة..
أن يكون للخيال ولو بضع جزء من حقيقة
لرميت كل سني الماضيات والحاضرات للعيش فيه حتى ولو بضعا من دقيقة
فمن يعطيني يا ترى تلك الدقيقة ..؟
أوتذكرين أشجار بيتنا .. أجزاء لوحة من حديقة
يال تلك الذكريات ..
صدقيني هي فتاة غجرية ترتدي ثوبا أنيقا
تبزغ من فجر الحقيقة
من أعماق ذاكرتي السحيقة
لم أعرف الحروب .. لم أدري ما العداء..
وكل شئ هانئ حتى النوم في العراء..!
واليوم قد كبرنا ( .. صديقتي ) وتغلب الداء على الدواء
وزاد لون الدنيا على اسوداده اسوادا واختفى الضياء!
يا طائرا شديا ينوء بالألحان
على أوتار الزمان وأنين المكان
رفرفي بعيدا .. فالعالم خراب.. وطيري في سمائي والزمي المحراب
حبيبتي مالك وغربان السراب؟
لا تخفضي راسك
لا تنظري للتراب
إلزمي خط السماء
طيري للبعيد
وارني إلى العلاء
واتركي المآتم للمآتم
ودعي البنادق ترتوي دماء
حتى وإن بكت السماء دموعها دلاء ماء
لا تحلمي بالأرض خضراء حبيبتي الأرض رغم بكاؤها لن تغسل الدماء ..
أريد أن أعود لطفولتي..
يال السنين القاسيات
كل الليالي فانيات
كل السنين عاريات
لا تتركي للصدفة البحتة وسيلة للإحتيال
فكل يوم ينقضي يترنح في ثوب الإختيال
سُلّـــي سيفك السامي لذبح الإحتمال
فلا احتمال للبراءة إما وجود أو محال..
الآن كل شئ صار معكوسا
وصارت الأقدام في القمة ..!
وصارت الرؤوس تداس بالأقدام؟
ما أغرب الدنيا !
حتى الجواب صار يسبق السؤال !
حتى البكاء لم يعد له مجال؟
أريد أن أعود لطفولتي
لبيت جدتي
لبقالة الدكان
لتسلق الأشجار
للركض في العراء عاري الأقدام
لصورة الفتى الوسيم المرسومة في الأذهان
حكاية حب خالدة على مدى الأزمان..