|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#9
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب / أبو إبراهيم
......... رعاك الله وحفظك حيثما كنت
أعانك الله على طاعته، وحببك إلى خلقه،
وأوسع عليك من فضله،
وأتم الله عليك نعمته،
وغمرك في رحمته، وكلأك من عدوه
اللهم آمين
جزاك الله خير الجزاء ،
وضاعف الله لك الأجر على هذه المتابعة الواعية
التي أسأل الله سبحانه أن ينفعك بها ، لتفنع آخرين وآخرين ...
لقد عرضت أخي الكريم سؤالا يشغل كل من سار في هذا الطريق
ولا أحسب أن أنسانا جمع همته ليمضي في هذه الرحلة إلا وقد هجس في ذهنه هذا السؤال
والحق أنه سؤال يقلق المرء ، ويشغله ، بل وقد يحيره ..
وعلى الله نتوكل وبه نستعين .. فنقول :
من روعة هذا الدين أن الطريق واضح أوضح من الضحى ..
ولذا قالوا :
لا يخشى عليك التباس الطريق عليك ، ولكن يخشى عليك غلبة الهوى عليك ..
الهوى وما أدراك ما الهوى ... !! ما علينا !!!
هناك دوائر واضحة المعالم ..:
دائرة الطاعات .. ودائرة المعاصي ..
دائرة الفرائض .. ودائرة النوافل ..
دائرة الحلال .. ودائرة الحرام .. ودئارة الشبهات ..
فانظر اين أنت من هذه الدوائر ..
إن كنت ترى أنك في الموقع الذي يحبه الله تعالى من هذه الدوائر ،
وتحاول أن تجاهد نفسك أن لا تقرب من الدوائر الأخرى ..
وإن وقعت فيها بادرت للخروج منها نادما مستغفرا عازما على عدم العودة ..
فأبشر فأنت على الطريق بإذن الله ..
يبقى ....ماذا عن الحال القلبي وأنا في الدوائر التي يحبها الله تعالى ..؟؟
مثلا ..
في دائرة الطاعات ، ما الذي يطمئنني أنني مقبول فيها ،
مع أني لا أشعر أني مخلص فيها !! بل أخاف أن أكون مرائياً !!
هذه قضية أخرى غير الأولى كما أفهم ..
ومع هذا فهاهنا أمران :
كونك تخاف أن تكون منافقا ، فهذه نقطة تسجل لصالحك ، بأنك لست منافقا !!
والسبب بسيط :
لأن المنافق لا ينشغل بمثل هذه المسألة !!
بل المنافق لا يخاف أصلا من الوقوع فيما يسخط الله !!
فخوفك من النفاق يخرجك من النفاق .. فهنيئاً ..
ولقد كان كثير جدا من الصحابة وهم من هم في قوة إيمانهم ، كانوا يخافون النفاق !
الأمر الثاني : مسألة عدم استشعار الصدق وحرارة الإخلاص اثناء العمل ..!!
هذه تحتاج إلى كلام أطول مما سأعرضه هنا ..
ولقد كانت هذه النقطة محل حوارات عدة مع اشخاص مختلفين
لعل الله ييسر مراجعة تلك الحوارات واعادة صياغتها وانزالها في الموقع
وباختصار :
عدم استشعار الإخلاص هل هل سلبية أم إيجابية !!!؟
الذي نراه أنه ( قمة ) الإيجابية !!
من رأى أنه مخلص تمامافيخشى عليه فساد عمله ، لأنه دخل دائرة العجب !!!!
ثم إن استشعار عدم الإخلاص جدير أن يجعل الإنسان يجاهد نفسه في كل مرة !!
ثم هاهنا مفرق طريق :
حين يستشعر الإنسان أنه غير مخلص ..
فإنه يفتح ثغرة في قلبه لشيطان ليعيث فسادا ووسوسة له أنه غير مخلص لماذا يتعب نفسه اذن !!؟
فإذا صدّق هذا الإنسان هذه الوسوسة واستجاب لها ، فإنه أمام أمرين لا ثالث لهما :
إما أن يترك العمل جملة واحدة ( على اعتبار أنه لا جدوى منه !! )
وإما أن يصر على أن يواصل العمل ( ولو مع عدم استشعار الإخلاص )
فإذا اختار الطريق الأول : فإنه يكون قرة عين الشيطان !!
لأن الشيطان غايته مع الإنسان أن يقطعه عن العمل !!
وهذا استجاب للشيطان فيما يمليه عليه .. وهل مراد الشيطان إلا هذا !!؟
واما الذي اختار أن يمضي رغم كل الظروف ، سواء استشعر الإخلاص أم لم يستشعر ..
فإن هذا هو الذي استعلى على وسوسة الشيطان ،
والمرجو أن يكرمه الله بنور مضاعف في قلبه يتبين له الطريق اكثر فأكثر ..
فإذن لا خيار أمامك إلا أن تمضي في رحلتك مع الله سبحانه
وثق أنه لن يضيعك .. جاهد نفسك من أجل ربك .. وهو سيتولاك برحمته
فإنه يتولى الصالحين من عباده ، ولا يسلمهم لعدوه ..
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) والآيات كثيرة ..
والخلاصة ..
راقب نفسك .. واحرص أن تكون دائما في الدوائر التي يحبها الله سبحانه
وفي نفس الوقت تبتعد عن الدوائر التي لا يحبها ..
فإن وقعت في شيء منها ، فبادر للخلاص بدموع التوبة وآهات الأوبة .
فإذا كنت حريصا على التقرب من الله ، ولكنك لا تستشعر الإخلاص
وتخاف من النفاق أو الرياء ... فتلك مسألة أخرى ..
وقد عرضنا عليك رؤوس أقلام فيها ، وعلامات واضحة عليها ..
وبالله التوفيق ..
هذا ما فتح الله به للإجابة على سؤالك الكريم أيها الكريم ..
فإن أحسنت فذلك فضل الله سبحانه ، فتوجه بالشكر إليه وحده ..
أما أنا فيكيفيني منك دعاء بظهر الغيب ..
وأما إن كانت إجابتي غير مستوفية .. أو غير مفهومة ..
فإني اعتذر ، واسأل الله أن ييسر لك من يجيب اجابة أفضل من هذه
في الختام .
لا تنس أخاك من دعواتك الطيبة المباركة .. لعل الله ينفعني بها ...
|
|
10-06-2005 , 07:57 AM
|
الرد مع إقتباس
|