الحلقة الخامسة والعشرون

وقال الشيخ ورحمه الله :
= = = = = = = = = = =

1** يا من جرى عليه ما جرى على أبيه ، اسلك طريق البكاء ،
اكتب قصة الندم بمداد الدموع ، وابعثها مع ريح الزفرات ..

كيف لا أبكي على عيش مضى *** بعتُ عمري بحقير الثمنِ

2** انتبه لنفسك ، يا من كلما تحرك تعرقل !

3** فيك جزهرية السباق ، ولكنك تحتاج إلى رائض ..

4** قلبك محبوس في سجن طبعك ، مقيد بقيود جهلك ..

5** إذا ترنم حادٍ ، تنفس مشتاق إلى الوطن ..

6** البس لامة عزمك ، وسر بجند جدك ، لعلك تخلّص هذا المسلم من أيدي الفراعنة !

7** لك الحديث يا معرض !. أنت المراد يا غافل !!

8** يا مستلذاً برد العيش ، تذكر حرقة الفرقة .

9** يا من يُسلمه موكلان إلى موكلين ، ما لانبساطك وجه !

10** يا جامد العين اليوم ، غدا تدنو الشمس إلى الرؤوس ، فتفتح أفواه مسام العروق ، فتبكي كل شعرة فيك .

الحلقة السادسة والعشرون

وقال الشيخ ورحمه الله :
= = = = = = = = = = =
1__ أين الذين نصبوا الآخرة بين أعينهم ، فنصبوا ، ( أي فتعبوا )
وندبوا أنفسهم لمحو السيئات ، فندبوا ...( أي فبكوا )

2__ كان داود الطائي ينادي بالليل : همك عطل عليّ الهموم ، وحالف بيني وبين السهاد ،
وشوفي إلى النظر إلى وجهك ، حال بيني وبين اللذات ..

3__ إذا جَنّ الغاسق ، جُنّ العاشق ! [ الغاسق : الليل ]

4__ كانوا يتراسلون بالمواعظ ، لتقع المساعدة على اليقظة ،
كصياح الحارس بالحارس : يا نيام السحور !!

5__ أين اللاهون بالمُزاح ؟ زاحوا !!
أين شاربو الراح ؟ راحوا !!
وبك يا صاحِ ..صاحوا !!

6__ يا من يأمن هذه النوائب ، أحاضرٌ أنت أم غائب !؟

7__ واعجباً لمن رأى هلاك جنسه ، ولم يتأهب لنفسه !؟؟

8__ حظ الحريص على الدنيا ، في الحضيض ، والقنوع في أعلى الذرا.

9__ كان ثابت البنان يقول : يا رب ، إن كنت أذنت لأحد أن يصلي في قبره ، فأذن لي .

10__ وكان يزيد الرقاشي كثير البكاء وكان يقول : يا يزيد من يبكي عنك بعد موتك !؟

الحلقة السابعة والعشرون ..

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = =
1__ لما علم المحبون أن الموت يقطع التعبدات ، كرهوه لتدوم الخدمة .

2__ جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام ليقبضه ، فلطم عينه !
فإذا قامت القيامة ، بادر إلى العرش .. طالت غيبته ، فاستعجل استعجال مشوق !

3__ كانوا يحبون أماكن الذكر ، ومواطن الخلوة ، والمؤمن ألوف ،
للمعاهد عهد عند المحب لا ينساه ..

4__ رياح الأسحار تحمل الرسائل ، وترد الجواب ..

5__ العزلة حمية البدن ، والمناجاة قوت القلب .

6__ من أنس بمولاه ، استوحش من سواه .

7__ خُلق القلب طاهراً في الأصل ، فلما خالطته شهوات الحس تكدر ..وفي العزلة يرسب الكدر ..

8__ الملائكة خلقت من صفاء لا كدر فيه ، والشياطين من كدر لا صفاء فيه ،
والبشر مركب من الضدين ، فالعجب أن تقوى عنده التقوى ..

9__ مذ عزم عمر على طلاق الهوى ، أحد أهله عن زينة الدنيا .

10__ لما ولي عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، خيّر نساءه ، فقال :
من شاءت فلتقم ، ومن شاءت فلتذهب ، فإنه قد جاءني أمر شغلني عنكن .

الحلقة الثامنة والعشرون ..

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = = = =

1) للعزائم رجال ليسوا في ثيابنا ، وطنوا أنفسهم على الموت ، فحصلت لهم الحياة .

2) يا مختار القدر ، اعرف قدر قدرك ، فإنما خلقت الأكوان لأجلك .

3) يا خزانة الودائع ، يا وعاء البدائع ، يا من غُذي بلبان البر ، يا زرعاً تهمي عليه سحب الألطاف ،
كل الأشياء شجرة ، وأنت الثمرة ، وصور وأنت المعنى ، وصدف وأنت الدر ..

4) ويحك لو عرفت قدرك عندنا ، لما أهنت نفسك بالمعاصي .

5) إنما أبعدنا إبليس لأجلك ، لأنه لم يسجد لك . فالعجب منك ، كيف صالحته وتركتنا !

6) كم من ملك في السماوات يسبح ، وما لهم مرتبة ( تتجافى ) ..
لا يعرفون طعم طعام ، وما لهم مقام ( ولخلوف ) .!!

7) أنين المذنبين عندنا ، أوفى من تسبيحهم ..

8) خلق سبعة ابحر ، واستقرض منك دمعة ،
له ملك السماوات والأرض ، واستقرض منك حبة !!

9) كانت الأمتعة المثمنة ، واللآلئ النفيسية تباع بمصر ، فلا ينظر إليها يوسف ،
فإذا جاءت أحمال صوف من كنعان ، لم تحل إلا بين يديه !

10) لو كان في قلبك محبة ، لبان أثرها على جسدك .

الحلقة التاسعة والعشرون ..

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = = = = =

1) لعجب ربنا من رجل ثار عن وطائه ولحفاه إلى صلاته ..
تلمح معنى ( ثار ) ولم يقل ( قام ) ...لأن القيام يقع بفتور ، فأما الثوران فلا يكون إلا باسراع حذراً من فائت ..

2) إخواني ، من ناقره الوجد ، نافره النوم ..!

3) يا طويل الأمل في قصير الأجل ، يا كثير الزلل ، في يسير العمل ، خلا لك الزمان
وما سددت الخلل ، أفما عندك وجل ، من هجوم الأجل !؟

4) يا معاشر الأصحاء ، اغتنموا نعمتي السلامة والإمهال ، واحذروا خديعتي المنى والآمال

5) الدنيا حلم ، والموت يقظة ..

6) ايام معدودة ، وسيفنى العدد .. وطريق صعبة ، على قلة العُـدد ..
7) تساوى في الممات الثعلب والأسد !

8) يا ثقيل النوم ، يا بطيء اليقظة ، يا عديم الفهم ، أما ينبهك الأذان ؟

9) أترى نخاطب عجماً ، أو نكلم صما ، كم نريك عيب الدنيا ، ولكن عين الهوى عوراء !

10) يا من شاب وما تاب .. يا معرضاً إلى ما يؤذي [ أما لك عقل ] ...

الحلقــة الثـلاثــون..

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =

1) أفلا ينتبه من رقدته ، من قد رقد ؟

2) يا شاربين من منهل الهوى ، شرب الهيم ، يا جاعلين نهار الهدى ، كالليل البهيم ....
أتعمرون ربوع النقم ، برتوع النعم ؟! وتستبدلون بالقرآن ، محرمات النغم !؟

3) يا من عمره قد رحل وولى ، كأنك بك تندم وتتقلى ...
وأنت تستغيث ( رب ارجعون لعلي ) فيقال ( كلا ) ..!. ألا كان هذا قبل هذا ألا ؟؟

4) يا أخواني ، فتشوا أحمال الأعمال ، قبل الرحيل ، ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد )

5) يا منطلقي النواظر في محرم المنظور ، ( لترون الجحيم ) ، لا يغرنكم إمهال العصاة ( إن إلينا إيابهم) ...

6) المعرفة غرس في القلب ، والتذكار ماء ، ومتى جفت المياه عن الغروس جفت .

7) شجرات ( ألستُ ) تُسقى من مياه " هل من سائل " ..

8) العقل ما ينسى ، إنما الحس مغفل ،

9) سبب النسيان أمراض من التخليط في مطاعم الهوى ، عقدت بخارا في هام الفهم ، فإذا عالجها طبيب الرياضة ، تحللت .

10) أيها القائم على سوق الشهوات ، في سوق الشبهات ،
ناسيا الملمات ، إلى ساقي الممات ، إلى كم مع الخطأ ، بالخطوات إلى الخطيئات ؟

الحلقة الحادية والثلاثون .

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = = = =

1__ يا عاصياً .. أين الالتذاذ ؟ يا مطالبا بالجرم .. أين المعاذ ؟

2__ تدّعي العجز عن الطاعة ، وفي المعاصي أستاذ ؟؟

3__ إذا اخضر الربيع ، غنى الهزار ، وندب القمري ، وأنت تعتقد غناه !
إنما هو بكاء على انتظار التكدير .

4__ لا يغرنك صفو العيش ، فالرسوب في أسفل الكأس .

5__ من لم يسمع كلام الصامت ، ولم يسمع هبارة الجامد فليس بفطن .

6__ قال أحمد ين الحواري :
رأيت شاباً قد انحدر من مقبرة ، فقلت له : من أين ؟ فقال : من عند هذه القافلة النازلة هنا ! قلت : وإلى أين ؟ ....فقال : أتزود لألحقها ..!

7__ ويحك تلمح عاقبتك بعين عقلك ، فإنها سليمة من رمد .

8__ كلما شرف المطلوب ، طالت طريقه ... عموم الشجر ، يحمل في عامه ، والصنوبر بعد ثلاثين سنة !

9__ يا هذا ينبغي أن تكون همتك على قدرك ، ولك قدر عظيم لو عرفته ..
إنما خلقت الداران لأجلك ، أما الدنيا ، فلتزود ، وأما الأخرى فلتتوطن .

10__ أفتراك تعرف قيمة ( أذكركم ) ، أو قيمة ( يحبهم ) ، أو مرتبة " وأنا إلى لقائهم أشد شوقاً " ...؟؟
= = =

الحلقة الثانية والثلاثون

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =

1__ تشاغلتم عنا بصحبة غيرنا !!!....
يا من كان في رفقة ( تتجافى ) ، فصار اليوم في حزب أهل النوم !!؟

2__ يا هذا لا تجزع من ذنب جرى ، فرب زلة أورثت تقويماً ...
من لم يذق مرارة الفراقِ ** لم يدرٍ ما حلاوة التلاقي

3__ ما لم يقع سهم في مقتل ، فالعلاج سهل .

4__ يا من شاب وما تاب ، أموقن أنت أم مرتاب ؟؟ من آمن بالسؤال أعد الجواب .

5__ امحُ باعترافك ، قبح اقترافك ..

6__ يا مغمور بالنعم ، معدوم الشكر ، كلما لطفنا بك ، قابلتنا بالمخالفة !

7__ أيها الضال في بادية الهوى ، احذر من بئر بوار ، وليس في كل وقت تتفق سيارة !

8__ آن الرحيل وما في مزادتك قطرة ماء ، ولا في مزود عملك قبضة زاد !

9__ صياد التلف قد بث الصقور ، وأرسل العقبان ، ونصب الشراك ، وقطع الجواد ، فكيف السلامة ؟؟
.. آه من تأوهٍ حينئذٍ لا ينفع ، ومن عيون صارت كالعيون مما تدمع .

10__ فوالله لا أدري أيغلبني الهوى ** إذا جد جد البين أم أنا غالبه ؟

الحلقة الثالثة الثلاثون
= = = = = =
قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =
1) تقسم الصالحون عند الموت ، فمنهم من صابر هجير الخوف ، حتى قضى نحبه ،
كعمر كان يقول عند الرحيل : الويل لعمر إن لم يغفر له .
ومنهم من أقلقه العطش الحذر ، فيبرده بماء الرجاء ، كبلال كانت زوجه تقول : واحرباه !
وهو يصيح : واطرباه ! غداً نلقى الأحبه ، محمداً وحزبه !

2) قال سليمان التيمي لابنه عند الموت :
اقرأ أحاديث الرخص لألقى الله وأنا حسن الظن به !

3) كان أبو عبيدة الخواص يستغيث في الأسواق وينادي :
واشوقاه إلى من يراني ولا أراه !

4) يا من أيام عمره في حياته معدودة ، وجسمه بعد مماته ، مع دودة !

رايتكَ في النقصانِ مذ أنتَ في المهدِ ** تقربكَ الساعات من ساعة اللحدِ

5) يا من عمره يمضي بالساعة والساعة ، يا كثير التفريط في قليل البضاعة ....
... يا متخلفاً عن أقرانه ، قد آنَ أن تلحق بالجماعة ..!

6) يا من عمره يذوب ذوبان الثلج ، توانيك أبرد !!
7) كان بعض من يبيع الثلج ينادي عليه : ارحموا من يذوب رأس ماله..!

8) أعجب خلائق الخلائق ، محسن في شبابه ، فلما لاح الفجر فجر!!

9) آه لموسم فاتك ، لقد ملأ الأكياس الأكياس ! [ الأكياس الأولى : جمع كيس أي فطن ]

10) حكم المنيةِ في المنيةِ جارِ ** ما هذهِ الدنيا بدارِ قرارِ
جُبلَتْ على كدرٍ وأنت تريدها ** صفواً من الأقذار والأكدارِ
فأقضوا مآربكم عجالاً إنما ** أعماركم سفرٌ من الأسفارِ !

الحلقة الرابعة والثلاثون ..

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = = = =

1) يا هذا عقلك يحثك على التوبة ، وهواك يمنع ، والحرب بينهما ، فلو جهزت جيش عزم ، فر العدو !

2) تنوي قيام الليل ، فتنام ! وتحضر مجلس الوعظ ، فلا تبكي ، ثم تقول ما السبب ؟
(( قل هو من عند أنفسكم )) عصيت بالنهار ، فنمت بالليل ، أكلت الحرام ، فأظلم قلبك ، فلما فتح باب الوصول للمقبولين ، طُردت!

3) ويحك ! فكر القلب في المباحات يحدث له ظلمة ، فكيف في تدبير الحرام !؟

4) إذا غيّر المسك الماء ، منع التوضؤ ، فيكف بالنجاسة ؟!

5) متى تفيق من خمار الهوى ، متى تنتبه من رقاد الغفلة ؟؟

6) اين أنت من أقوام كُشفت عن أبصار بصائرهم ، أغطية الجهل ؟ فلاحت لهم الجادة ، فجدّوا في السلوك .

7) كان مسروق يصلي حتى تتورم قدماه ، فتقعد امرأته تبكي مما تراه يصنع بنفسه !

8) يا هذا أول الطريق سهل ، ثم يأتي الحزن ، في البداية : إنفاق البدن ، وفي التوسط : إنفاق النفس ، فإذا نزل ضيف المحبة : تناول القلب !

9) ابكِ على نفسك ، قبل أن يُبكى عليك !

10) أُمسي وأصبحُ من تذكاركم قلقا ** يَرثي ليَ المشفقان الأهلُ والولدُ
قد خدد الدمعُ خدي من تذكركم ** واعتادني المضنيانِ الشوق والكمدُ
وغابَ عن مقلتي نومي فنافرها ** وخانني المسعدانِ الصبر والجلَـدُ
لا غرو للدمع أن تجري غواربه ** وتحته الخـافقانِ القلبُ والكبدُ

= = = = =

الحلقة الخامسة والثلاثون ..

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = = = =
1) ابكِ على نفسكَ ، قبل أن يُبكى عليك ، وتفكّر في سهم قد صوّب إليك .

2) إذا رأيتَ جنازة ، فاحسبها أنت ! وإذا عاينت قبراً ، فتوهمه قبرك ، وعد باقي الحياة ربحاً !

3) يا بعيد التيقظ ، والموت منه قريب ! يا من هو عما قليل في القبور غريب ، .... ألا تتزود ليوم شره شر عصيب !؟

4) ألا تخرج عن وادي الجدب ، إلى الربع الخصيب ..

5) أحاضرٌ أنت ؟ قل لي ؟ ما أكثر ما تغيب !

6) أحرمْ عن الحرام ، وقدّر أنه حج !

7) وقوع الذنب على القلب ، كوقوع الدهن على الثوب ، إن لم تعجل غسله ، وإلا انبسط (( وإن منكم ليُبطئن ))!

8) ما دامت نفسك عند التوبيخ تنكسر ، وعينك وقت العتاب تدمع ، ففي قلبك بعدُ حياة !

9) يا من أبعدته الذنوب عن ديار الأنس ، ابك وطر الوطن ، عساك تُرد ..

10) قال بعض السلف : رأيت شاباً في سفح جبل عليه آثار القلق ، ودموعه تتحادر ، فقلت : من أين ؟ فقال : آبق من مولاه .
قلت : فتعود فتعتذر . فقال : العذر يحتاج إلى حجة ، ولا حجة للمفرط .
قلت : فتتعلق بشفيع . قال : كل الشفعاء يخافون منه .
قلت : من هو ؟ قال : مولى رباني صغيراً ، فعصيته كبيرا ، فواحيائي من حسن صنعه ، وقبيح فعلي ... ثم صاح فمات ...

الحلقة السادسة والثلاثون .

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =
1) أيها التائبون بألسنتهم ، ولا يدرون ما تحت نطقهم ، لا يحكم بإقراركم (( حتى تعلموا ما تقولون ))

2) متى صدقتْ توبة التائب ، بنى بيت التعبد بصخور العزائم .

3) التوبة الصادقة تقلع آثار الذنوب .

4) إذا قرئ على التائب عهد (( ألستُ )) ذكر الإقرار ، وعرف الشهود ، فخجل من الخيانة ، فجرت العين ، وأطرق الرأس .

5) إن التائبين كاتبوا الله بدموعهم ، وهم ينتظرون الجواب .!

6) يا معاشر التائبين ! من أقامكم وأقعدنا ، من قربكم وأبعدنا ؟ ( إن نحن إلا بشر مثلكم ، ولكن الله يمن على من يشاء من عباده )

7) يخيل إلي أن الحيطان تبكي معنا ، وإن النسيم قد رق لحزننا ..

فلا والذي فطر الأكوان ما وُجِدتْ ** كوجدنا العيس بل رقت لبلوانا !

8) ما أحسن هؤلاء التواب ، ما أذل وقوفهم على الباب (فاعتبروا يا أولي الألباب ) !
وجوههم أضوأ من البدر ، جباههم أنور من الشمس ، نوحهم أفضل من التسبيح ،
سكوتهم أبلغ من فصيح ، لو علمت الأرض قدر خوفهم تزلزلت ، لو سمعت الجبال ضجيجهم تقلقت ..

9) لقد وعظت الدنيا فأبلغت وقالت ، ولقد أخبرت برحيلها ، قبل أن يقال زالت ..

10) يا طويل الأمل وهو يرى الموتى بعينيه ، قد مزجت لك كأس كربة ، ولابد والله من تلك الشربة !.. ..
يا منقولاً بعد الأنس إلى دار غربة ، وهو يطلب في الدنيا رتبة !

الحلقة السابعة والثلاثون .

قال الشيخ رحمه الله :
== = = = = = = = =
1) نزل آدم عن مقام المراقبة درجة ، فنزل !
فكان يبكي بقية عمره ، ديار الوفاء ..

2) برد النفس بالهوى لحظة ، أثمر حرارة القلق ألف سنة !..فاعتبروا !

3) سالت من عينيه عيون ، استحالت من الدماء دموع ، شغلته عن لذات الدنيا هموم ..

4) ما أمر البعد بعد القرب ، ما أشد الهجر بعد الوصل ،

5) يا مطروداً بعد التقريب ، أبلغ الشافعين لك البكاء !

6) كان لقوم جارية ، فأخرجوها إلى النخاس ، فأقامت اياما تبكي ، ثم بعثت إلى ساداتها تقول :
بحرمة الصحبة ردوني ، فقد ألفتكم !

7) ...يا هذا قف في الدياجي ، وامدد يد الذل ، وقل : قد كانت لي خدمة ، فعرض تفريط ،أوجب البعد ،
فبحرمة قديم الوصل ، ردوني فقد ألفتكم !

8) يا هذا لا تبرح من الباب ولو طردت ، ولا تزل عن الجناب ولو ابعدت ، وقل بلسان التملق : إلى من أذهب !

9) كان الحسن شديد الحزن ، طويل البكاء ، سئل عن حاله فقال : أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي !

10) عللونا بوصـالٍ نافـع ** إننا للبعد ، كالشيء اللقـا
أو خذوا أرواحنا خالصة ** أو ذروا في كل جسم رمقا
وارحموا من تنقضي أيامه ** غمرات والليالي أرقـا
ويح قلبي ما لقلبي كلما ** خفق البرق اليماني خفقا ؟

الحلقة الثامنة والثلاثون .

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = = = =

1) يا هذا ! لا تبرح من الباب ، ولو طردتَ .. ولا تزل عن الجناب ، ولو اُبعدتَ
وقل بلسان التملق : إلى من أذهب!!؟

2) يا من كان له قلب ، فمات ! ، يا من كان له وقت ، ففات ! استغث بوادي القلق [ ردوا عليّ لياليَ التي سلفت ] !

3) احضر وقت السحر ، فإنه وقت الأذن العام ، واستصحب رفيق البكاء ، فإنه مساعد صبور ..

4) أكثر فساد القلب ، من تخليط العين .

5) ما دام باب العين موثقاً بالغض ، فالقلب سليم من الآفة .. فإذا فتح الباب ، طار الطائر ، وربما لم يعد ..!

6) يا متصرفين في إطلاق الإبصار ، جاء توقيع العزل ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم..)

7) إطلاق البصر ينقش في القلب صورة المنظور ، والقلب كعبة ( ويسعني )
وما يرضى المعبود بمزاحمة الأصنام !

8) إذا لاحت للتائب نظرة لا تحل ، فامتدت عين الهوى ، زلزلت أرض التقى ، ونهض معمار الإيمان ..

9) إذا خيّم سلطان المعرفة بقاع القلب ، بث جنده في بقاع البدن ، فصارت السباخ رياضا بالرياضة !

10) وكان فؤادي خالياً قبل حبكم *** وكان بذكر الخلق يلهو ويمرحُ
فلما دعا قلبي هواك أجابه *** فلستُ أراهُ عن فنائك يبرحُ
رُميتُ ببعدٍ منك إن كنتُ كاذباً ** وإن كنتُ في الدنيا بغيرك أفرحُ

الحلقة التاسعة والثلاثون .

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =
1) أرواح المحبين خرجت بالرياضة من أبدان العادات ، وهي في حواصل طير الشوق ،
وترفرف على أطلال الوجد ، وتسرح في رياض الأنس ..

2) عند المحبين شغل عن الجنة ، فكيف يلتفون إلى الدنيا !؟

3) ما ترى عين المحبين إلا المحبوب " فبي يسمع ، وبي يبصر " .

4) إذا سمعوا ناطقاً يهتف بذكر الحبيب ، أخذ جزر الدمع في المد !

5) من أقلقه الخوف ، كيف يسكن !؟ من أنطقه الحب ، كيف يسكت !؟ من آلمه البعد كيف يصبر؟!

6) سل عنهم الليل ، فعنده الخبر ، أتدري كيف مر عليهم ؟ أبلغك ما جرى لهم ؟ أيعلمُ سالٍ كيف بات متيمٌ !؟ افترشوا بساط قيس ، وباتوا بليل النابغة

7) إن ناحوا فأشجى من متيم ، وإن ندبوا فأفصح من خنساء ..!

8) طال حبس المحبين في الدنيا عن الحبيب ، فضجت ألسن الشوق ، فلو تيقظت في الدجى ، سمعت أهل الحبوس !

9) إخواني ، تفكروا في الذين رحلوا أين نزلوا ، وتذكروا أن القوم نوقشوا وسئلوا !

10) سألتُ الدارَ تخبرني ** عن الأحباب ما فعلوا
فقالت لي أناخ القوم ** أياما وقد رحلوا
فقلتُ فأين أطلبهم ** وأي منازلٍ نزلوا
فقالت بالقبور وقد ** لقوا واللهِ ما فعلوا
أناس غرهم أملٌ ** فبادرهم به الأجلُ
فنوا وبقي على الأيام ** ما قالوا وما عملوا
وأثبت في صحائفهم ** قبيح الفعلِ والزللُ
فلا يُستعتبون ولا ** لهم ملجا ولا حيلُ
ندامى في قبورهمُ ** وما يُغني وقد حصلوا!؟

الحلقــة الأربعـــون

قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =
1) إخواني ! الأيام صحائف الأعمار ، فخلدوها أحسن الأعمال .

2) الفرص تمر مر السحاب ، والتواني من أخلاث الخوالف !

3) من استوطأ مركب العجز ، عثرت به !

4) تزوج التواني بالكسل فولد بينهما الخسران !

5) كان عمر وعائشة يسردان الصوم ، وسرد أبو طلحة الصوم أربعين سنة ، وصام منصور بن المعتمر أربعين سنة وقام ليلها ، وكان عامر بن عبد الله يصلي في كل يوم ألف ركعة ، وختم أبو بكر بن عياش في زاوية بيته ثماني عشر ألف ختمة ، وكان لكهمش قي كل شهر تسعون ختمة ، وكان عمير بن هاني يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة !! [ فأين أنت !؟ ]

6) صافحوا النجمَ على بعدِ المنالِ ** واستطابوا القيظَ عن بـرد الظلالِ
واستذلوا الوعـرَ من أخطارها ** إنمـا الأخطار أثمـانُ المعـالي
ركبوا الضـرّ إليهـا ربمـا ** صحتِ الأجسـامُ يومـاً بالهزالِ !

7) يا من أيامه تعظه ، حين تبنيه وتنقضه !

8) الدهر خطيب كاف ، والفكر طبيب شافٍ ..

9) كم قُطِعَ زرعٌ قبل التمام !

10) يوسف العقل ينظر في العواقب ، وزليخا الهوى تتلمح العاجل !