|
عميد المنتديات العربية
|
|
المشاركات: 694
|
#1
|
هل ندعه يذهب إلى بلده يحمل لا إله إلا الله أو نرسله بتابوته كافراً!
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام جاء لهداية العالمين ورحمة للناس والحجة البالغة التي تلزم كل مسلم صادق أن دين الإسلام هو دين الوسطية والأعتدال في عقائده وعباداته وأخلاقه النبيلة كما قال الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً )
ولقد صوّرت أفعال بعض الناس نسأل الله أن يرد ضالهم إلى الحق والذين خالفوا علماء الأمة ودعاتها وكأن دين الإسلام لا سماحته فيه ولا رحمة ولا يرون بأساً في إستباحة دماء الكفار وأموالهم من المعاهدين!!
ولهذا هم لا يفرقون بين المحاربين الذين يحاربون إخواننا المسلمين كما يحدث اليوم في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان والفلبين وكشمير وبين الكفار المدنيين الذين يعيشون في بلاد المسلمين والذين لا يحملون السلاح وليس لهم علاقة مباشرة بما يحدث لإخواننا المضطهدين وكثير منهم يستنكر ما تقوم به حكوماتهم الطاغية من قتل وفساد في بلاد المسلمين ووالله هذا ما سمعته وسمعه الآخرين من بعض المقيمين في هذه البلاد أنهم ضد توجهات حكوماتهم
قال الله تعالى :
({7} لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {8} إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {9}
ألا يدرك هؤلاء معنى هذه الآيات المحكمات !!
إن ديننا الإسلامي ليس دين غدر ولا عدوان ولا أقتحام المنازل ولا تمثيل ولا قطع شجر ولا هدم لبناء ولا قتل لصبي ولا امرأة ولا شيخ وإنما ديننا أشمل وأعظم من ذلك وإنما يقتل من يقاتل المسلمين .
لهذا كان المقصود من الجهاد هو هداية الكفار وإخراجهم من الظلمات إلى النور لا قتالهم ولا سبي نساءهم وأموالهم وإنما يلجأ المسلمون إلى القتال عند امتناع الكفار من الدخول في الإسلام ومن بذل الجزية إذا كانوا من أهلها .
ومعاداتنا للكفار لا يعني أن نظلمهم وأن نغدر بهم وأن نقتلهم في ديارنا وهم في ذمة المسلمين ولقد أوجب الله تعالى على المسلمين العدل في أعدائهم كما قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) ، لهذا أمرنا الله تعالى بالعدل مع جميع الخصوم ونهانا عن ترك العدل وأخبرنا أن العدل مع العدو والصديق هو أقرب للتقوى .
لهذا لم دعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى خيبر ليدعو اليهود إلى الإسلام قال له عليه الصلاة والسلام ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من حمر النعم . متفق عليه .
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث عبد الله بن رواحة الأنصاري إلى خيبر ليخرص على اليهود ثمرة النخل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عاملهم على نخيلها وأرضها بنصف ثمرة النخل والزرع، فخرص عليهم عبد الله ثمرة النخل فقالوا له إن هذا الخرص فيه ظلم فقال لهم عبد الله رضي الله عنه ( والذي نفسي بيده إنكم لأبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير وإنه لن يحملني بغضي لكم وحبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أن أظلمكم ) فقال اليهود بهذا قامت السموات والأرض.
والكفّار المعاهدين يوفى لهم بعهدهم ويعطون حقهم ولا يجوز قتلهم إذا دخلوا في ذمة المسلمين وفي ديارهم وأعطوا العهد والأمان فقد أخرج البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة, وأن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما)
قال الله تعالى : ( أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )
ولهذا قال الفقهاء في حق المعاهدين لهم ما لنا وعليهم ما علينا إلا ما يقتضي طبيعة الأختلاف الديني .
ولقد تجلت سماحة الإسلام مع غيرهم في صور شتى مع الكفار منها وصية الوالدين المشركين .
قال الله تعالى ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {15} لقمان آية 15
وكذلك الوصية بالأسير مع المشركين كما قال الله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8}الإنسان آية 8
وكذلك صلة الأهل والأقارب من المشركين عن أسماء بنت أبي بكر قالت :
قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذا عاهدوا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها قال نعم صلي أمك .
وكذلك عيادة المريض من أهل الكتاب كما روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهودياً وعرض عليه الإسلام فخرج وهو يقول الحمد الله الذي انقذه من النار . رواه البخاري .
لقد خص الله هذه الأمة بعموم الرسالة فكبرت مهمتها وعظمت مسؤوليتها فكانت خير أمة أخرجت للناس تحرص على هداية الكفار إلى الدين الإسلامي وتود أن كل من في الأرض مسلمون .
وكانت سيرة محمد صلى الله عليه وسلم هو هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور
وهداية غير المسلمين من الكفار ليست حكراً على العلماء والخطباء والدعاة بل أن كل مسلم ومسلمة مطالب بالدعوة بكل وسيلة ممكنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية )
إن هداية من معنا من الكفار هو المطلوب وهو الذي حث عليه الإسلام لإقامة الحجة عليهم فهل أقمنا الحجة عليهم ؟؟
هل أقمنا على هؤلاء الكفار الذين يعيشون بيننا البينة وقطعنا عنهم المعذرة حتى لا يقول قائل ما جاءنا من بشير ولا نذير ؟!
أليس من الأفضل أن يرحلوا عنا وهم يحملون كتب تعرّفهم بالإسلام وكتب تحدثهم عن الإعجاز العلمي في القرآن وكتب عن دلائل النبوة المحمدية وكتب عن ماذا يحمل الإسلام لأهله من السعادة .
أليس هداية هؤلاء الكفار الذين يعيشون بيننا خيرا عند الله تعالى وأعظم درجة من أن نرسلهم إلى بلدانهم بتوابيتهم وهم كفّار ظلما وعدوانا .
هل من مجيب ؟
|
|
17-06-2004 , 11:08 PM
|
الرد مع إقتباس
|