1-"القمر يغني"
هل يغني القمر؟؟
أجل..أزعم ذلك..
لغنائه صوت حلو...ينسكب في القلب مباشرة..
لا يمر على الأذن...
يهدي الروح "سلة من لآل"..كما يقول غازي القصيبي...
غازي...صديق القمر...وساكنه العاشق...
هل جربت مرة أن تستلقي على رمل الصحراء الدافئ...
في ظلمة حالكة...ولا ترى إلا ذلك البدر المضيء وهو يزين صفحة الكون؟؟
أم لعل القمر الغارق في صخب البحر أجمل...؟!
لجين مذاب ينسكب بشوق على قطيفة مائجة...
يا للروعة...!!!
لا أمل منظره..
في كل مرة أراه أصاب بالدهشة..وأغرق في هالته وكأنني أراه لأول مرة..!! تتعلق عيناي به..فيقبل رموشي..!!
عندما يغني القمر..
ماذا تراه يقول؟؟؟
تلك الأنغام الشجية...لا يسمعها إلا قلب ينصت جيدا...
قلب يحوطه الشجن...يبعثره الشوق...
عندما يغني القمر ترقص النجوم في احتفال مهيب من الوهج...وتتناثر رسائل الشوق لتخضب حنايا القلوب...ويتمدد الموج بحنو على صدر الشاطئ...ويغمز الصمت ليغازل سكون الليل..
..إذا وجدت نفسك متوحداً...عليك به... سيحتفي بك هذا الجميل العاشق...الوحيد مثلك..!!وسيمد لك مائدة من الجمال لتشاركه إياها..
أمسية معه في العراء..كأنها ليلة مسحورة من الجنان...
دامت أماسيكم مقمرة..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
2-"علامات ترقيم"
إحتفال صاخب يدور حول رأسي...
كل علامات الترقيم تزورني...وتمارس عزفا ورقصا لا ينتهي...
تأتي علامة الإستفهام معقوفة مغنجة...تتسائل بكل دلال...لماذا؟؟؟؟؟؟
لا أجد جوابا...وأصمت في أسى...
كثير من الأسئلة يا صغيرتي فادح لا نملك له إجابات تليق به!!!
فلتظل علامتك معلقة حائرة...
تنظر إلي علامة التعجب...في حزن يشوبه انكسار...وهي تخفي نقطتها تحتها متعجبة...
أهز رأسي في حيرة...لا أملك تفسيرا ابدا..
فكيف لنا أن نفسر بزوغ قمر...أو هطول ماء...أو ظهور زهرة برية رقيقة في شقوق صخرة صامتة!!!
لتبقي يا علامة التعجب شاخصة دالة على فرط جهلنا..
...
تأتي النقط...تلح علي أن أملأ الفراغات...لكني أطرق برأسي ...ولا أجرؤ...
مسافات كثيرة أيتها النقاط تبدو فارغة...فمن أين نأتي بنبض يملؤها؟؟؟
قدرك أن تبقي هكذا..تواقة لكلمة تملأ فراغك وتبعث الدفء في أرجائه...
أوه أيتها النقطة الوحيدة...
تتركين ذلك الإحتفال ...وتنتظرين في ترقب نهاية القصة...
فلا النهاية تأتي...
ولا أنت رحلت...
نظراتك ترمقني...وتتوعدني برحيل قاس..وشتاء بارد... وخاتمة لا أحبها..
...
..
..
..
..
أهرب ..أهرب..
أغمض عيني عن كل العلامات...
تمارس صفعي...
ويمارس احتفالها صخبه في رأسي...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
3-"عودة أم...رحيل"
لا زلت أذكر كيف ودعتك يوم سفرك..
احتضنتك بقوة...واحتضنت صغارك...
كان الصمت يلفني ويعبر ببلاغة عما يعني لي الرحيل والغياب...
ورحلت...
ومضت سنة..
عدت بعدها...وكانت مفاجأة لي...
قبل أن أتحدث عن رجوعك..
دعيني أخبرك عن غيابك...
أفتقدتك جدا...
ببساطة لأنك تعنين لي الكثير...
ولأن عقلي..وقلبي...وإحساسي..يحبونك..
لأننا التقينا تحت سحابة ماطرة...
كنا نرسم أهدافنا معا...نشكل الكثير من دروبنا سويا..
كان يجمعنا بساطة الإحساس وطفولة القلب وروعة الحديث...
لذا عندما رحلت...
افتقدك العمر بأكمله...افتقدك الدرب الذي تعاهدنا فيه على السير معا للنهاية...
وأنا يا رفيقتي...أبدو ضعيفة ساذجة امام غياب كهذا...
يفترسني....ويلقيني في بوتقة البرد والوحدة...
يعتريني فيه الكثير من الصمت....
والحار من الشوق...
والصادق من الدعاء...
كنت أرفض أن تتتحول العلاقة بيننا إلى سؤال عن الصحة والأولاد فقط...
البعد يفعل بها ذلك..
آثرت أن أحتفظ بتوهجها ريثما تعودين...
..
..
..
وعدت!!!
رأيتك ذلك اليوم...اندفعت نحوك بكل بساطتنا التي اعتدناها...وأخوتنا التي ملأت علينا جوانحنا...بكل الشوق الذي فاض...والعودة التي بدت لي بداية جديدة...
ولكن نظراتي الولهى ارتدت الي في منتصف الطريق...وقبل أن تصل إلى عينيك...
نبرة اللهفة بدت حمقاء أمام يديك الباردة التي حيتني بكل "رسمية"!!!
ماذا حدث؟؟؟!!!
اهو الغياب يجعلني أفقدك مرتين؟؟؟
مرة عند رحيلك...وأخرى عند عودتك؟؟؟
أم لعله العتاب الذي حجر صوتك وجمد نبض قلبك؟؟؟
من علمك هذا؟
من علمك أن تقصي من تحبين عن حياتك؟؟؟
كيف عرفت أن أقصى درجات الجرح روح لا تعرف كيف تعاتب وتتلفع باللامبالاة؟؟
كنت أعتقد أن الكل يفعل
إلا أنت...ظننتك بريئة للدرجة التي لا تعرفين كيف ترحلين بقلبك...!!!!
تعثرت يا صديقتي وقتها في نبضاتي التي هبت للترحيب بك...
سقطت في بئر عميق..سمعت دوي صوتي هناك...
لملمت ذاتي...واعتذرت عن حضوري الذي تدفق في أرض لا ترغب به...
وجلست في ركن قصي...!!!
أنهاري تكاد أن تجف....
لكن ما تبقى منها لن يرفض إرواء أراضيك التي تحب.....حين تحتاجين....