|
عضو جديد
|
|
المشاركات: 29
|
#1
|
قراءة في شعر الامام الشافعي
الحمد لله رب العالمين ..
الامام الشافعي هو محمد بن ادريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطّلب.
يلتقي مع الرسول الكريم في عبد الطّلب فهو من هاشم عم رسولنا الامين صلوات الله وسلامه عليه , فطوبا له من نسب.
ولد سنة 150هـ وتوفي رحم الله تلك العظام سنة 204 هـ ..
لزم قبيلة هذيلا في الباديه يتعلم كلامها فقد كانت أفصح العرب.
دع الايـام تفعل ما تشاء
وطب نفسا اذاحكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فـما لحوادث الـدنيا بـقاء
وكن رجلا على الاهوال جـلدا
وشيمتك التسامح والوفاء
الـله أكبر ... هنا نرى درسا صادقا عن الايمان بالقضاء والقدر وتسليما مطلقا بهما , ولكن هذا الايمان والتسليم ليسا مبنيان على التواكل والخنوع والضعف أمـام مصاعب الحياة, بل هما ينمـّان عن ايمان قوي بالله , والسعي والعمل والصبر على مكاره الحياة, ولأن الاسـلام هو دين الحياة فهو يأمر بالعمل والسّعي والجهاد في سبيل الرزق.
وان كثرت عيوبك في البرايا
وسرّك ان يكون لها غطـاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطّيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلاّ
فان شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأنّي
وليس يزيد في الرزق العناء
وهذا البيت (بالذات) اهداء منّي الى من أضاع نفسه ودنياه جريا وراء تحصيل ( زينة الدنيا ).انظروا .. عمر يضيع لأجل زينه والله المستعان.
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
اذا ماكنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
اذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الايام تغدر كل حيـن
فما يغني عن الموت الدواء...
وانظروا و تمعنوا في هذان البيتان
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لاتخطي , ولكن
لها أمـد وللأمـد انقـضاء
وهنا درس يقول:
احذر من الاستهزاء بالدعاء, عندما يركع العـبـد ويطلق من قوس الركوع دعوة فان كان مظلوما , قال له الواحد الجبار , مالك الملك (وعزّتي وجلالي لأنّصرنّك ولو بعد حين )
)وَقـُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً) (الاسراء:80)
)إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران:160)
وهذا الذي يعنيه بـ (سهام الليل )
اليتيم .... الذي أكـل مالـه
الزوجه ....المظلومه من الزوج
الموظف .... الذي يظلم أناس ليرضي أناس
الحقوق ....المسلوبه لعمّـال الشركات والمؤسسات
فدعوة المظلوم لا يردها سحاب السماء ولا أي حجاب , ترتفع الدعوه أسرع من سرعة الضوء , فما أن يقول الداعي ( ربـّي, انـّي مغلوب فانتصر ) قال له الله تعالى ( لبّـيـك عبدي أجبت ) ثم ان شاء الله عـجّل وان شاء أجّـل , و كما يقول شاعرنا ( لهـا أمـد وللامد انقضاء) .
هذا ماكان في حوزتـي . وصلى اللهم وسلّم على محمد وآله وصحبه أجمعين .
|
|
07-01-2002 , 03:33 PM
|
الرد مع إقتباس
|