شن الفيلسوف الهولندي "مارك سلوريس" الأستاذ بالأكاديمية الملكية الهولندية والعلوم بجامعة نايميخين الكاثوليكية حملة انتقادات حادة على المعادين للدين الإسلامي والذين يقودون حملات انتقاد ضد الإسلام والمسلمين، وأكد أنه إذا كان البعض يصم المسلمين بالتخلف، فالمسيحيون لن يكونوا حينئذ أقل تخلفا منهم، وأدان "مارك" بشدة حملات النقد اللاذعة والاتهامات التي قادها اليميني المتطرف الذي اغتيل "بيم فورتاون" ضد الدين الإسلامي والمسلمين، تلك الحملات التي استمرت حتى بعد رحيل فورتاون، إذ ترك أفكاره يتم ترويجها في أوساط الأحزاب المتطرفة لتأخذ أبعاداً أشبه بالأيديولوجية السياسية.
وطالب "مارك" بضرورة مناقشة هذه الأفكار المغلوطة عن الإسلام بقوة والتصدي لها دون استخدام أسلوب النسبية في حوار الحضارات والثقافات، وأكد في ذات الوقت أن التدخل في معتقدات الآخرين "الدين الإسلامي والمسلمين" سيفتح المجال لمزيد من حدة الصدام ولن يقرب وجهات النظر بين الشعوب وفئات المجتمع الواحد، وقد حذر "Marc slores" من مغبة اتباع السياسي "هيربين" الذي خلف الراحل "فورتاون" في الحزب لسياسة عدائية ضد المسلمين، وأشار إلى أنه إذا كانت تلك السياسة المعادية للإسلام قد وجدت في حياة فورتاون صدى وآذاناً صاغية لها في وسائل الإعلام الهولندية، وقد بقى هذا الأمر مستمرا حتى الآن، فلا يجب أن يستمر الأمر أكثر من ذلك حفاظا على احترام حرية العقيدة وقدسية الأديان ولحماية المجتمع الهولندي.
وأكد أن لهجة الاتهامات ضد الإسلام قد تعلو وتنخفض إلا أنها أصبحت تحتل مكانا ثابتا بشكل أو آخر، وهي ظاهرة شديدة الخطورة تتنافى مع الأخلاقيات الحميدة واحترام مبادئ ومعتقدات المسلمين، ووصف هذه الظاهرة بأنها مرضية، وتصدي الإعلام الهولندي بصورة صحيحة لها يكاد يكون غير موجود أو لو حدث يكون باردا، يبدو وكأنها موافقة ضمنية تتسم بإنقاذ ماء الوجه.
وأشار في ذات الوقت إلى أنه لا يمكن إغفال حقيقة موجودة تتمثل في أن المرأة المسلمة لم تحصل بعد على حقوقها في المجتمعات الإسلامية، ولا نقول في الدين الإسلامي، فليس كل المجتمعات الإسلامية تطبق الدين الإسلامي بدقة، وهي حقيقة يقف وراءها الرأي العام الهولندي، إلا أنه حينما تتناولها وسائل الإعلام الهولندية لا تتعرض بالتفصيل والشرح الأمين للفروق والمتناقضات بين الدين الإسلامي الذي يحفظ ويدافع عن حقوق الإنسان والمرأة، وبين العادات والعرف اللذان يهدران بعضاً من هذه الحقوق في المجتمعات الإسلامية، وهذا الخلط يساهم في تشويه الصورة، وينقل اللغط ليخترق ويشكل الرأي العام في هولندا، وحينما يدافع المحايدون عن هذه الاتهامات لا يجدون لهم سندا ولا دعماً يساعد على عمل التوازن المطلوب في المجتمع حفاظا على أمنه وسلامته، لأن المحايدين يسبحون ضد التيار، بغض النظر عن مصداقيتهم من عدمها.
وفي نفس الوقت طرح أستاذ العلوم الفلسفية "مارك" عدة نقاط يجب الارتكاز عليها كأسلوب علمي في التصدي لاتهامات حزب "LPF" اليميني المتطرف للدين الإسلامي تتمثل في:
- وجوب إدانة الحزب السياسي الذي لا يحترم معتقدات الشعوب الأخرى.
- رفض ممارسة الحزب لأساليب التعمية بالعموميات واتهام كل المسلمين.
- ضرورة التفرقة بين الجماعات المتطرفة والمحافظة والمعتدلة بين المسلمين.
- وجوب حث وسائل الإعلام الهولندية على الاعتدال وتحري الدقة والالتزام بالموضوعية.
- إضافة مواد دستورية تمنع وتعاقب كل من يتعرض للأديان الأخرى بالإساءة أو توجيه الاتهامات وخاصة الأحزاب السياسية بشرط أن تكون هناك تفرقة بين وجهات النظر والرأي في قضية ما، أو تشويه صورة الأديان الأخرى والتعرض لها بالباطل.
كما أكد مارك رفضه الخوض في أصول الشريعة الإسلامية واحترام قدسية الأديان عامة، وأكد أن التعرض لنصوص القرآن أمر مرفوض تماماً مثلما يرفض المسيحيون التعرض لنصوص الإنجيل أو أي كتب سماوية أخرى، وهولندا يجب أن تفرق بين الدين والدولة وهو أمر منصوص عليه في الدستور

*نقلا عن جريدة الوطن السعودية