العزيز الغالي/ السيد مسدد، سدده الـله وأرشده للفلاح والنجاح في الدارين ، آمين
أولا: لست من المتخصصين في مجال العلوم الشرعية، لكنّي أحببت طرح ما جادت به قريحتي وعلى الـله التكلان ومنه نستمد العون، وما يعتري ردّي من نقص –والنقص من لوازم البشر- ستجد من يسدده ويصححه من إخوتي وسادتي، بو عبد الرحمن والبراء والمجاهد عمر وزمردة وعزيز والنعمان، خصوصا بعد ما ذكره الأخ بوعبد الرحمن جزاه الله خيرا، والمثل السائر يقول: لا عطر بعد عروس.
ثانيا: أعجبني قولك عن منتدى سوالف ((الذي تميز عن غيره بأدب الحوار والاستيعاب قبل السباب)).
ثالثا: جزاك الله على غيرتك على أخواتك ومن قبل على دينك أن تفهمه الفتيات المسلمات على غير النحو والمقصد الشرعي الذي جاء به الكتاب الحكيم والسنة المطهرة
رابعا: بعض التوضيحات والتعليقات بخصوص ما ذكرته الفتاة الكريمة بخصوص الحجاب:
1-جميل أن استهلت موضوعها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمّدا رسول الله، وسأركّز على الشطر الأخير، أي (أشهد أن محمدا رسول الـله) هذه الجملة نسمعها يوميا عدة مرات، لكنّنا –وأنا أولكم- مقصرون في استيعاب معناها ومغزاها، إن هذه الجملة المباركة (أشهد أن محمدا رسول الـله) تعني أن قائلَها يشهد ويقر ويعترف بأنّ النبي محمد بن عبد الله صلىالله عليه وسلم هو نبي أرسله الرب جل وعلا إلى البشرية جمعاء { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }، ويترتب على هذا الإقرار أن يلتزم المُـقِـرُّ بجميع ما صح وثبت عن هذا النبي الكريم، فمثلا في النوم، ننام كما كان النبي ينام [على الجانب الأيمن، قراءة آية الكرسي، قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، سورة تبارك المُلْـك]، كذلك في الطعام نأكل كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل [ باليد اليمنى، نسمّي الله في الابتداء، نأكل مما يلينا، عند الانتهاء نحمد الله] يُروَى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (إن الله ليرضى عن العبد بالشربة يشربها فيحمد الله عليها) إذا، فالعبد المسلم قد ينال رضا الله بسبب رشفة ماء! نعم، إذا اتبع فيها هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما معناه أن التاجر الأمين مع النبيين والصديقين يوم القيامة، لماذا؟ لأنه (أمين) أي أن هذا التاجر حين اتصف بأخلاق الإسلام الحنيف وبخلق (الأمانة) تحديدا –الذي يحتاج التاجر المسلم إليه أكثر من أي خلق آخر- حينئذ وجب تكريمه.
2-تذكر الفتاة الكريمة أنها تستشعر عظمة الله وجلاله سبحانه وتعالى، وهذه نعمة تستوجب شكر الـله، إذ كثير من المسلمين لا يدركون ما أنعم الله به عليهم من نعم، انظروا مثلا إلى المهندسين حين يرتبون إنشاء خزّان مياه حجمه مثلا ألف متر مكعب، تجدهم يدعمون جدران هذا الخزان بالخرسانة المسلحة وبالدعامات الاسمنتية الضخمة، انظروا الآن إلى البحار، ما هي أرضيتها؟؟ إنها الرمل، وأي رمل؟ الرمل (السائب)، أي أضعف أنواع الرمل على الإطلاق، رغم كلّ ذلك يحتضن هذا الرمل بحارا أعماقها تقاس بعشرات الكيلومترات، سبحان الـله.
3-تقول الأخت الفاضلة " إن الإنسان بجوهره لا بمظهره"، وهذه في الواقع جملة غير دقيقة تماما، فلو طلب رئيس مجلس الإدارة بإحدى الشركات من كبار الموظفين تحضير أنفسهم لاجتماع عاجل في اليوم التالي، فهل سيكون مستساغا حضور أحدهم بـبيجامة النوم؟؟! هل سيقبل حينئذٍ تعلله بأن العبرة بالأفكار وجوهر شخصيته لا بما يرتديه؟!! طبعا لأ، إنّ أحدا لن يجرؤ على حضور اجتماع كهذا بزي سوى Semi- Formal على الأقل، فما بالنا ببيجامة النوم! رغم أنّ رئيس مجلس الإدارة هذا هو إنسان عادي، أي ليس نبيا ولا ملاكا ولا إلها.
لنفترض أن أحدنا شاهد رجلا وسيما مرموق المنصب، لكنه يرتدي زيا غير مناسب في مكان عام، هل سيكون منظره لائقا؟!
يجب أن نفرّق بين المظاهر الزائفة وبين المظاهر التي يجب الاهتمام بها لأنها تنعكس على المحيطين بنا، ودققي جيدا في جملة ((لأنها تنعكس على المحيطين بنا))، لا يمكنني أن أتجاهل أهمية أن أرتدي نظيف الثياب، وأتعطر بأطيب العطور، والدين الحنيف نفسُه هو الذي يحضّ على ذلك، وتعاليم الإسلام بخصوص صلاة الجمعة أقرب مثال، لم يعد الإسلام هذه الأمور من المظاهر، الدين الإسلامي يقدم باقة كاملة Package للفرد المسلم ذكرا كان أم أنثى، يمكننا أن نعتبر مثلا اقتناء شخص لساعة يد تتجاوز قيمتها ألفي دولار ربما نعتبر هذا من المظاهر الزائفة، لكن لا يحق لنا أن نلوم أو نحقر من شأنٍ يرتدي ساعة متوسطة الثمن باعتبار الساعة من المظاهر مثلا!
4-تقول الفتاة الكريمة " فالفتاة الفاسقة المتحجبة لن ينفعها حجابها,والفتاة المستترة في بدنها الكاشفة لشعرها المتواضع ,الخيرة في مكنونها,لن ينالها أذى؛ أيهما أفضل فتاة تغطي شعرها وترقص بين الرجال وفتاة لاتغطي شعرها ولكن لا تخالط الرجال إلأ للضرورة" ودعيني أرد على هذه النقطة بهدوء وبتروّ شديدين، فإنني أسألكِ سؤالا: لم الربط بين الفاسقة وبين حجابها؟! لم لا تربطين مثلا بين الفاسقة وبين ماركة الحذاء الذي ترتديه؟؟! أيتها الزميلات الفاضلات، والأخوات الكريمات، لم يقل الإسلام يوما إن الحجاب معناه أنّ من تلتزم به تحظى بكل معاني العفاف والحشمة، إنّ الحجاب هو واجب إسلامي ضمن عدة التزامات على المرأة تكفل لها البعد عن أيدي العابثين وأعين الناظرين من ذئاب البشر، الإسلام مثلا يحرم ((الفسق)) سواء كان يعني التعدي على الآخرين أو ظلمهم أو مثلا الرقص وإبداء المفاتن أمام الرجال الأجانب، وفي نفس الوقت فإن الإسلام يوجب الحجاب على بنات حواء..
سأكون أكثر صراحة، حينما نرى مصريا يرتكب جريمة شنيعة في ألمانيا مثلا، هل من الإنصاف أن نربط بين المصريين والجريمة؟؟ حينما نرى مسلما مرتديا (بالطو) يسطو في كندا مثلا، هل من الإنصاف أن نقول: انظروا، ها هو لص يرتدي بالطو! هل من الإنصاف الإلقاء باللائمة على البالطو؟!!
فتاة محجبة و ترتكب الموبقات، لم نلقي باللائمة على حجابها؟؟!! لم نقول إن حجابها لم يمنعها من الموبقات؟! إن الحجاب هو ضمن أحكام شرعية دينية أوجبها الدين الإسلامي على أتباعه، لم لا نقول بأن هذه الفتاة التزمت ببعض أحكام الشرع المطهر وأهملت وفرطت في أحكام أخرى؟! مثلا رجل يرتدي أفخر الملابس وفي النفس يقتل الآخرين، لم نقول: انظروا، ستر العورة لم يمنعه من قتل الآخرين!!!!! أليس ستر العورة من واجبات الدين على الفردالمسلم البالغ؟ لم لا نضع الأمور في نصابها الصحيح قائلين: هذا رجل التزم بحكم ديني في حين فرط في حكم آخر!
ركزوا معي في هذا المثال، طالب جامعي يحرص على شراء كل المذكرات الجامعية التي يطرحها الدكاترة في المكتبات، هذا الطالب أخفق في النجاح، هل من الإنصاف أن نقول: انظروا يا قوم، ها هو فلان اشترى كل المذكرات ولم ينجح، إذا ما فائدة المذكرات طالما لم ننجح؟؟ طبعا هذا ليس من الإنصاف في شيء، فإن النجاح يستلزم إلى جانب شراء المذكرات مراجعتها ومذاكرة الكتاب المقرر والنوم مبكرا وحل التمارين، إذا هنالك عدة مدخلات جميعها تؤدي إلى نتيجة واحدة، هي النجاح بإذن الله، فما ذنب أحد هذه المدخلات إن التزم به وحده شخص ما ثم أخفق؟! من الأحق باللوم، ذاك الشخص أمْ ذلك المدخل الذي انتقِـيَ وحده من ضمن نسيج المدخَلات المتكامل؟!
إنني مصري الجنسية، ولو أنني أعرت الاهتمام للجرائم التي يرتكبها بعض المصريين هنا وهناك، ونظرت إلى هذه الجرائم بمنظور ضيق ينحصر في أن مرتكبيها هم مصريون، لو أنني فعلت ذلك لما شعرت يوما بالفخر بأنني مصري، في حين أنني في الواقع أفتخر بانتماءي لمصر، صحيح هنالك جرائم تصدر عن مصريين، لكن هل (السمة الوحيدة) لهؤلاء المجرمين هي فقط الجنسية المصرية؟؟! بالقطع لا، هنالك سمات عديدة: هم مسلمون، مصريون، تفكك أسري، ظروف مادية صعبة، ضعف الوازع الديني، أصدقاء سوء، ،إدمان مخدرات،..إلخ، إذن كونهم مسلمين مصريين لا يقدح ولا يقلل من المسلمين والمصريين الآخرين بتاتا، ويعتبر مجنونا من يقول أنا أرفض الجنسية المصرية لأنها لم تمنع هؤلاء من ارتكاب جرائمهم!
متى يقلل هذا من شأن المصريين مثلا؟ إذا كانت السمة الغالبة على نسبة كبيرة من المصريين هي أنهم يرتكبون جريمة كذا، أي إذا توافرت لدينا إحصائية موثقة بأن نسبة كذا وكذا من حاملي الجنسية المصرية يرتكبون جريمة كذا، لكن في غير هذه الحالة لا يحق لأحد كائنا من كان أن يحقر من شأن الجنسية المصرية بسبب قلة من المصريين يرتكبون هذه الجريمة أو تلك.
5-" ثم إن العباية والشيلة لم تعد تجدي نفعا في أبعاد المعاكسات بل في أحيان كثيرة تلفت الانظار" عفوا، لفت الأنظار يعتمد على طراز ونوع العباية أو الشيلة، ولا على سلوك صاحبتها، نحن نرى فتاتين ترتدين عباءتين متماثلتين، إحداهما تتعرض للمعاكسات، والثانية لا يدنو منها أحد، لماذا؟؟ لأن الأولى لفتت أنظار العابثين بنظراتها أو بمشيتها أو بكلامها، في حين أن الثانية لم تلفت أنظار ذئاب البشر لأنه لم يصدر منها ما يثيرهم أو يلفت انتباههم إلى (صيد محتمل).
سادسا-تقولين حفظكِ الله " هنا لدي تشكلية للحجاب الذي أظنه الحجاب الذي يتتحقق به إبعاد الاذى وهو كالتالي: [الرد: عفوا أختاه! أنت تقولين (لديّ) أي أنك التي اخترت هذه التشكيلة بناء على خبرتك الشخصية ورؤيتك للأمور، لكنّ ما رأبك لو اتبعت التشكيلة التي (((أثق مليون في المائة))) أنها ستحقق إبعاد الأذى؟ إنها أحكام الشرع الحنيف المذكورة في الكتاب والسنّة، ألا تتفقين معي في أن ما أمر به الله _ الذي خلقني وخلقك وخلق الناس كافة ويعلم جيدا ما الذي يصلحهم_ فيه السعادة والخير كل الخير؟]
1-الأبتعاد عن مخالطة الرجال قدر المستطاع [الرد: هذا جميل]
2-لا تخرجي وحيدة [الرد: عفوا، هذا أمر لا يمكن ضمانه، لا يخلو الأمر من الحاجة للخروج وحيدة حتى ولو تجاه بيت صديقتك المجاور]
3-إياك والتبرج ولكن لا بأس بالكحل [الرد: بالنسبة للكحل وظهوره للناس أنصح بالرجوع للعلماء في حكمه الشرعي فلا علم لدي بخصوص هذه المسألة]
4-إياك والملابس المتكشفة بل لتكن جميلة ومحتشمة وإن كانت تشبه ملابس الغرب [الرد: هذا يعتمد، هل هذه الملابس (((الجميلة))) ستكون لترتديها في حفل عائلي أو حفل لإحدى صديقاتك، أم لكي ترتديها في الشارع وفي السوق، هنا المسألة فيها نظر أيتها الأخت الكريمة فتنبهي رعاك الله]
5-لا تتريكي شعرك منسدلا بل أربطيه أفضل [الرد: عفوا إن كنت تقصدين الظهور به للرجال الأجانب فلا يحل لك ذلك، وثقي تماما أنه لو كان ربط الشعر أو إسداله خيرا للمرأة لكان الله عز وجل ورسوله الكريم هما أول من يحضّان على ذلك]
6-لا تتحدثي مع الرجال أبدا إلا للضرورة القصوى [الرد: بارك الله فيكِ، ويكون الكلام بالآداب الشرعية من عدم الخضوع بالقول]
7- أهلكي هم خير حجاب لكي ,وأخلاقكي وروحكي العفيفة هي الحجاب الطاهر [الرد: ربما أختلف معك في هذه النقطة، فأمهات المؤمنين –وهن بالمناسبة أمهاتكِ- هن أطهر من الطهر، ورغم ذلك كن يلتزمن بما أمر به الله ورسوله من الحجاب الشرعي الكامل]
8-إننا بالقرن الحادي والعشرين وإن من سنن الحياة هو التغير والطبع لن ينال جوهر العقيدة الصالحة لكل زمان ومكان [الرد: هذا صحيح فيما عدا العبادات والعقائد، فإن العبادات الدينية توقيفية، أي مثلا لو صلى رجل الظهر خمس ركعات فإنه لا تحسب له أجر الصلاة ولا حتى الأربع ركعات، لماذا؟ لأن الله أمرنا بصلاة الظهر أربع ركعات لا أكتر ولا أقل، بكيفية معينة وفي وقت محدد]
9- فلم يعد من الفتنة كشف الشعر لان الرجال قد أعتادو أن يروا التكشفوكل الاغراء في كل مكان [الرد: ليس كل الرجال، لسنا وحيدين في هذا العالم، ما نألفه نحن غيرنا لا يألفه، هل مثلا نبطل أحكام السرقة لكثرة فرص الاستثمار مثلا؟ لا طبعا، هنالك رجال لم يروا من النساء إلا زوجاتهم ومحارمهم، رغم أنهم يعيشون في المدن بصخب الحياة فيها، وإن صح كلامك عن فئة أو دولة أو مدينة، فهو لا يصح على العموم بتاتا]
سابعا: تذكرين أنّ "الحجاب جزء من الدين ولست أدري إن كان الحجاب الذي ذكرته أم الحجاب الذي يغطي الشعر الذي تنصحوننا به دائما هل هناك آيه أو حديث نبوي يرد فيه ذكر غطاء الشعر بصراحة؟" سأوافيك ببضعة روابط بخصوص الحجاب الذي أمر به الإسلام ولعلك تجدين فيها ما تنشدينه، وستجدين أن الشعر واجب التغطية كغيره من سائر بدن المرأة، وأحب أن أؤكد هنا أن الحجاب ليس فقط تغطية الشعر، بل هو ستر كافة البدن أمام الرجال الأجانب، ومن شروطه – مثلا- * أن يكون الحجاب ساترا لجميع البدن. لقوله تعالى: ((يدنين عليهن من جلابيبهن )) والجلباب هو الثوب السابغ الذي يستر البدن كله، ومعنى الإدناء هو الإرخاء والسدل فيكون الحجاب الشرعي ما ستر جميع البدن.
* أن يكون كثيفا غير رقيق ولا شفاف لأن الغرض من الحجاب الستر فإذا لم يكن ساترا لا يسمى حجابا لأنه لا يمنع الرؤية ولا يحجب النظر.
* أن لا يكون زينة في نفسه أو مبهرجا ذا ألوان جذابة يلفت الأنظار لقوله تعالى: (( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) الآية، ومعنى (( ما ظهر منها )) أي بدون قصد ولا تعمد فإذا كان في ذاته زينة فلا يجوز ارتداؤه ولا يسمى حجابا لأن الحجاب هو الذي منع ظهور الزينة للأجانب.
* أن يكون واسعا غير ضيق لا يشف عن البدن ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم.
* أن لا يكون الثوب معطرا فيه إثارة للرجال لقوله صلى الله عليه وسلم : "إن المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا كذا" يعني زانية رواه أصحاب السنن وقال الترمذي حسن صحيح وفي رواية أخرى: "إن المرأة إذا استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية".
نقطة أخرى هامة، وهي مسألة (من باب أولى) فمثلا الله عز وجل نهى عن قول (أفّ) للوالدين، فهل يحق لأحد أن يقول بأن الله نهى فقط عن قولة (أف) لكن لا بأس بضرب الوالدين!!! هذا فهم معوج بكل تأكيد لأنه إن كان نُهيَ عن قول إف فمن باب أولى النهي عن الضرب والشتم، كذلك الأمر في الحجاب، يقول صلى الله عليه وسلم " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" دققي رعاكِ الله في قول المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم ((رؤوسهن كأسنمة البخت)) أي أن شعرهن بادٍ للجميع، فهذا الدليل من صحيح السنّة المطهرة وقد سمعت ما يفيد هذا الكلام من الداعية عمرو خالد في إحدى محاضراته يحفظه الله، ويمكنك أن تقرأي رسالة هذه السائلة لماذا تغطي الفتاة شعر رأسها ؟ وما فائدة ذلك ؟ وما الذي سيحدث إن لم تغطي الفتاة شعر رأسها ؟والجواب هو –المصدر في ذيل الجواب_ :
الجواب:
الحمد لله
تغطي المرأة شعرها لأن الله تعالى أمرها بذلك ، ولا يحل لها أن تخالف قوله وتعصي أمره ، ثم إن الله تعالى لم يأمرها بذلك إلا لأن في ذلك أعظم الحكمة ، ومنها أن تحافظ المرأة على عرضها وشرفها من الذئاب البشرية التي تبحث عن فريسة سهلة لتنقض عليها وتفترسها ، ولا تكون اللقمة سائغة إلا إذا كانت مهيأة مجهزة ، وهذا ما يوجد في المرأة المتبرجة ، والتي تدعو بلسان حالها أولئك الذئاب لينهشوا منها ما شاؤوا !!
وفي مصداق ذلك يقول الله تعالى { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } ، فإذا تحجبت المرأة عرف الفساق والفجار أن هذا ليس من صيدهم ، فيحفظهن الله بحفظه ويرعاهن برعايته .
والمرأة المتبرجة توعّدها الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم أعظم الوعيد ، ومنه :
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " .
رواه مسلم ( 2128 ) .
ولا ينبغي للمرأة أن تحكّم عقلها - القاصر عن معرفة حِكَم التشريع - في أوامر الله تعالى ، ولتعلم أن الله ما أمرها إلا بما فيه الخير والسعادة لها ولأهلها وللمجتمع عموماً ، ومعلوم أنّ كشف المرأة شعرها يزيد من افتتان الرّجال بها مما يؤدّي للطمع فيها والوقوع في الفواحش والإسلام يريد أن يكون المجتمع نظيفا لا تثور فيه الشّهوات ولا تحصل فيه الاعتداءات وكشف المرأة مفاتنها - ومن ذلك شعرها - يؤدّي إلى الافتتان بها ويفتح الطّريق للشرّ وأهله .
ونعيد التنبيه على أن الإسلام هو الاستسلام لله تعالى فينفّذ المؤمن أمر الله تعالى ولو لم يعرف الحكمة من وراء ذلك ولو لم يجد ما يُقنع عقله لأنّ طاعته لربّه واستسلامه لأمره مقدّم على كلّ شيء والعبادة مبنية على الطّاعة والتسليم .
ونسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
والله أعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد (
www.islam-qa.com)
http://www.swalif.net/sforum1/showt...threadid=174531
======
لمزيد من الروابط عن الحجاب:
http://www.saaid.net/female/hijab.htm
http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=11
http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=232
http://www.islamway.com/bindex.php?...&article_id=465
http://www.saaid.net/female/m123.htm
ثامنا: "غطاء الرأس جزء من العادات والتقاليد القاهره للمرأة, نساء اليهود في اليمن يرتدين الحجاب لا بل والنقاب" أختي الكريمة، الحجاب ليس فقط غطاء للرأس، بل هو غطاء وستر لبدن المرأة أمام الرجال الأجانب، والإسلام ليس هو الوحيد الذي قرر الحجاب، بل سبقته الديانات السماوية الأخرى كالنصرانية واليهودية، والذي قرر الحجاب هو الله جل وعلا ورسوله الكريم، والله هو الذي خلق الذكر وخلق الأنثى وهو الذي يعلم –سبحانه- ماالذي يصلح الرجل وما الذي يصلح المرأة، إننا يجب أن نكون سعداء ونحن نأتمر بما أمر به الله ورسوله، بل ويجب أن نشعر بالفخر والاعتزاز، بل وبالسعادة والحبور، ودعينا نحسبها بالعقل، نحن كم سنعيش؟ خمسين سنة؟ سبعين؟ مائة سنة؟! ثمّ؟ الموت، ثم إما جنة وإما نار، فالجنة خلود أبدي دائم، إذا لنصبر 80سنة في مقابل راحة أبدية وسعادة دائمة، نصبر ليس فقط بخصوص الحجاب، بل نصبر على الطاعات جميعها، الصلاة، الصيام، طاعة الوالدين، والعلماء قسموا الصبر لأقسام ثلاث، صبر عن المعصية وصبر على المصائب، وصبر على الطاعات،والأخير هو أعظم أنواع الصبر {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
والله أعلم، أخيرا أنصح بالاستماع إلى شريط (أين الطريق) لعمرو خالد.
http://www.islamway.com/bindex.php?...&scholar_id=137
الطريق للجنة
http://www.islamway.com/bindex.php?...&scholar_id=137