اعلموا إخواني أخواتي .. أن الإنفاق محمدة في الدنيا عند الخلق ، مجلبة في الآخرة رضا الخالق . والإنفاق لا ينقص من المال شيئــاً ، كما في الحديث : " ما نقصت صدقة من مال " . وحديث عائشة –رضي الله تعالى عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :" يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة " .

وهذه حادثة أوردها فضيلة الشيخ (( عطيــة محمد سالم )) رحمه الله تعالى في كتابه

"" السؤال والجواب في آيات الكتاب "" ..
وسأنقلها لكم نصاً من الكتاب :

قال محدِّثي عن نفسه : إنه كان جالساً بمقهى في الصباح الباكر كعادته ، فجاء أعرابي فجلس فقدَّم له صاحب المقهى ما تجري به العادة ، قهوة وشربة ماء ، وظنها الأعرابي ضيـــافة ، ولمَّا أراد الانصراف طالبه عامل المقهى بالقيمة ، فأخذ يبحث عن شئ فلم يجد ، فأُسقط في يده .

قال : فرحمت الأعرابي من هذا الموقف ، فناديت العامل ودفعت له ما يطلب . فانصرف الأعرابي شاكراً .

وبعد سنوات خرجنا حجاجاً نمشي على أقدامنا نحو عشرين رجلاً ، فأخذنا قطاع طريق وجردونا من كل ما معنا ، وقيدونا يالحبال ينتظرون شيخاً لهم . فلمَّا جاء تفقد ما أخذوا منا ثم جاء يتفقدنا واحداً واحداً ولما واجهني أخذ يتأملني ويتفحّص وجهي كأن له ثأراً عندي ، فخفت على نفسي فإذا به يصيح في جماعته ، أطلقوهم وردوا عليهم متاعهم ، ثم قال لي ::

((( !! هذه في شربة الماء التي تحملتها عني في المقهى !! )))
فما أعظم أثر هذه الصدقـــة , وما أكثر بركتهـــا .

===============================

منقول من كتاب "" السؤال والجواب في آيات الكتاب "" للشيخ عَطية محمد سالــــــم "" رحمه الله تعالى .