|
كاتب فعال جداً
|
الكون - كوكب الأرض - قارة اسيا - الجزيرة العربية --------->
|
المشاركات: 1,738
|
#1
|
تخيّل معي
اريدك وانت تقرأ هذا الموضوع أن تتخيل معي كل اللذي سيحدث.
تخيل أنك قد وصلت إلى سن الثمانين اعطانا الله واياكم العمر المديد في طاعته.
قد تكون الأن في سن المراهقه أو قد دخلت في العشرينيات من العمر ربما أنت من أعضاء نادي الثلاثين . قد تكون أكثر من ذلك أو أقل. عموما أنت الأن لم تصل إلى سن الثمانين .
أريدك ان تتخيل بسرعه كيف ستمر السنوات القادمه عليك . لك أن تختار أي طريق تود أن تسلكه . بعضنا يتخيل أنه سيسلك طريق التجاره وآخر يعتقد أنه سيسلك طريق الدعوه الى الله او التعليم وآخر يظن أنه سيكون في طريق الصناعه وغيرها كثير . كل منا وله تطلعات مستقبليه حسب رغباته, تخيل ما تود أن تكون عليه . لا أعتقد أن أحد منكم تخيل الاشياء السيئه اللتي ستحدث له خلال تلك السنوات القادمه ولا حتى المجهود اللذي سيبذله للوصول الى الأمل المرجو وصوله . كلنا نتخيل النتائج دائماً حينما نفكر بالمستقبل البعيد. نتخيل النتائج العملاقه لمجهود السنين الطويله اللتي عملنا خلالها للوصول للأهداف المرجوه . لا تفكر وأنت تتخيل بأي شي سلبي فقط تخيل النتائج الرائعه اللتي تلاعب مخيلتك وتفرح بوصولك إليها . تشعر وأنت تتخيل براحه كبيره وأنت ترى مستقبلك المشرق اللذي صنعته في مخيلتك.
دعونا ننتقل لنقطه أخرى أو محطة التخيل التاليه أنت الأن طريح الفراش تجاوزت العقد الثامن من العمر . حولك ابنائك واحفادك واقاربك واصدقائك يعتمد عدد اللذين يحيطون بك على ماكنت عليه خلال تلك السنين الطويله بينهم . تتنظر انت وهم ساعة الفراق تتأملهم تدور عيناك حول المكان اللذي أنت به كانك تودعه وتودعهم على حد سواء . تسكن نفسك في تلك اللحظه الى الباريء جل جلاله . تتمنى حين تخرج الروح في تلك اللحظه العصيبه ان تخرج من داخلك بسهوله ويسر . خرجت الروح وبقي الجسد ينظر المحيطون بك الى ملامح وجهك فيروا ملامح الرضا والابتسامه تعلوا محياك وانت قد فارقتهم . يذرفون الدمع الرقراق على فراقك يدعون لك بالرحمه لا تفارق مخيلتهم إبتسامتك وأنت تسلم روحك الى بارئها . يسرعون في إخبار الأهل وكل من له صلة بك لأنهم لايريدون ان يتأخروا في دفنك ليس حبا في التخلص منك . بل إمتثالا لسنة نبيهم وإحساسهم بأنك أنت من يريد الذهاب السريع الى ماهو خير من الدنيا وما فيها . تكتظ الجموع للصلاة عليك كل يقول رحمه الله كان خيرا لهذه الامه عوضنا الله في مصيبتنا هذه . ياتي المعزون بالمئات بل بالآلاف الى أبنائك وأهلك بقلوب صابره ملئها الأيمان . يتحدث الناس في الصحف واجهزة الاعلام عن مناقبك وأفعالك وإنجازاتك . كنت كالشهاب بينهم كل يسير على خطاك كنت رمزا لهم يتتبعون اقوالك وطرقك في الحياة .
تمر السنين بعد وفاتك وما زال الناس عنك يتحدثون ومازالوا عليك يترحمون . يكتبون الكتب والمجلدات عنك وعن عبقريتك حينما كنت موجودا على ظهر الدنيا . وضعت أهدافا لم تستطع تحقيقها وانت بينهم ولم يستطع ابنائك واحفادك تحقيقها . مرت الاجيال جيل بعد آخر كل جيل يطبق جزء من تلك الأهداف يسلم الرايه للجيل اللذي يليه . مئات السنين تمر بعد وفاتك تغيرت خرائط المدن والدول . تغيرت الشعوب تغير كل شيء إلا اسمك وتاريخك وإرثك ضلت الاجيال تتناقله . قد يكون ذلك الإرث كلمة قد يكون جملة قد يكون كتاباً لا كنه لا يكون ماده. قد يكون خُلق او حكمه لكنه لا يكون سلطة او جاه .
تعلم كيف تصنع الأرث لمن بعدك, اجعل ارثك من دينك لا تجعله من دنياك .كن سخياً يذكرك الناس بالجود والكرم . كن معلما تكسب اجر من بعدك وتشاركه فيه . كن مع الله يجعل لك القبول في الأرض والذكر في ما بعد الممات .
مشكلتي افكر كثير .
|
|
10-03-2006 , 04:02 PM
|
الرد مع إقتباس
|