لا أدري لم تذكرت طيبة الذكر ماري أنطوانيت في هذا الوقت بالذات ؟؟!

لا أدري لما استحوذت هذه المرأة - والتي أعدمت بالمقصلة بعد الثورة الفرنسية – عندما روى لنا شخص ما عن إشاعة بدأت تنتشر عن أحد المسؤولين الكبار (( اختلفت الروايات حول شخصه ومنصبه ؟! )) أنه قال وبعد ارتفاع أسعار الرز :

(( إن لم يجدوا الرز فليأكلوا المعكرونة ))

لم ينتهي صاحبنا من ذكر هذه الإشاعة إلا وأفاجئ بماري أنطوانيت وقد استحوذت على كل فكري وعقلي وشعوري لتتربع بكل أبه وعظمة لتطرد كل ما فيه من خيالات ؟؟!

الحقيقة من نافلة القول أن بعض المؤرخين يؤكدون أن ماري أنطوانيت بريئة كل البراءة – أي أن قصة صاحبنا هذا إشاعة ورغم ذلك انتشرت حتى أصبحت كالحقيقة - من مقولتها الشهيرة في أزمة شح الخبز في فرنسا سنة 1788م حين قالت :

((إذا لم يكن لديهم خبز فليأكلوا كعكا ))

فلم تكن تلك المقولة - حسبما يؤكد هؤلاء المؤرخون - إلا كذبة روج لها النظام الجديد من أجل تشويه سمعة تلك الملكة مدللين على ذلك بموقفها الشجاع عند إعدامها أمام المقصلة وهو بالمناسبة يذكرنا بموقف صدام حسين عند إعدامه ؟!

لست مطلعاً كثيراً على أسباب الثورة الفرنسية ، لكن أعتقد أن ازدياد الفقر بين طبقات الشعب – والذي بلغ في ذلك الزمن أكثر من 20 مليون - وارتفاع أسعار السلع وانتشار الفساد بين أصحاب المناصب مع مظاهر البذخ في البلاط وبطانتهم وظهور بعض الحركات الأفكار الراديكالية المتطرفة المناهضة للحكم المطلق والمتسلط كل هذا ولد التذمر والسخط في قلوب الشعب الفرنسي ليقضي على النظام الفرنسي الملكي بل رحمة ولا شفقة !

كانت هذه إحدى أسباب الثورة الفرنسية حسب إطلاعي البسيط جداً جدا بتلك الثورة وحسب إطلاعي لحوادث التاريخ الذي والحق يقال أنه يتشابه في كثير من الحوادث والإحداث في بعض تفصيله حتى انتشرت مقولة تقول :

(( التاريخ يكرر أو يعيد نفسه))

ومع ذلك ومع شهرة هذا المقولة إلا أنه وللأسف الشديد أن الكثير لا يتعظ بحوادث التاريخ رغم أن التاريخ لا يرحم فهو يسجل كل صغير وكبيرة وكما قال مؤرخنا العظيم ابن الأثير في مقدمة كتابه ( الكامل في التاريخ ) وهو يذكر فوائد التاريخ :

(( ومنها: أن الملوك ومن إليهم الأمر والنهي إذا وقفوا على ما فيها من سيرة أهل الجور والعدوان ورأها مدوّنةً في الكتب يتناقلها الناس، فيرويها خلف عن سلف، ونظروا الى ما أعقبت من سوء الذكر، وقبيح الأحدوثة، وخراب البلاد، وهلاك العباد، وذهاب الأموال، وفساد الأحوال، استقبحوها، وأعرضوا عنها واطَّرحوها، وإذا رأوا سيرة الولاة العادلين وحسنها، وما يتبعهم من الذكر الجميل بعد ذهابهم، وأنّ بلادهم وممالكهم عمرت، وأموالهم درّت، استحسنوا ذلك ورغبوا فيه، وثابروا عليه وتركوا ما يُنافيه، هذا سوى ما يحصل لهم من معرفة الآراء الصائبة التي دفعوا بها مضرات الأعداء، وخلصوا بها من المهالك، واستصانوا نفائس المدن وعظيم الممالك، ولو لم يكن فيها غير هذا لكفى به فخراً. ))

ورغم ذلك فالعجب العجاب أن كثير ممن إليهم الأمر والنهي لا يتعظون من كل ذلك ؟!

طرح رائع اخوي الطارق .. بارك الله فيك

تحياتي محمد الهاجري

حياك الله أخي الأسد الخجول ..

لذلك ليس غريب أن يؤلف فوكوياما وهو أحد المثقفين الأمريكيين كتابه ( نهاية التاريخ) ..
فهناك اعتقاد في أمريكا يرى أن قيمهم ومبادئهم السياسية هي القمة التي وصل إليها الإنسان ..
وهناك من يعتقد أن العالم يشهد نهايته ويعمل على قيام المعركة الكبرى ( أرمجدون ) بزعمهم ، وهذا يشبه ما حدث في تاريخ العرب والمسلمين عندما انتشرت في عصر الأنحطاط قصص نهاية التاريخ وقيام القيامة !

لذلك لا استغرب أن تزيح دولة مثل الصين أمريكا عن قمة العالم بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الآن

(( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا )) .


تحياتي أخي الكريم ..

مرحبا أخي العزيز الطارق وكل عام وأنت بصحه وسلامه


التاريخ يعيد نفسه بشكل او باخر بغض النظر عن الزمان أو المكان.....وكثير منا أطلع على أحداث تاريحيه مهمه صنعت ماوراءها من أحداث مثل الثوره الفرنسيه..

نحن نقرأ... لكن هل يقرأ أبناء الملوك التاريج كما نقرأه؟!! الصراحه لست متأكدا من أجابة هذا السوال خصوصا أن أبناء الملوك في الغالب يعيشون حياة مختلفه تماما عما يعيشه أفراد الشعب "هنا أتكلم عن الملوك بشكل عام".... أضافه ألى أن تاريخ الثوره الفرنسيه لايدرس منهجيا لذالك فقط المحب للقراءه والاطلاع سيذهب للمكتبات العامه ويقرأ عنها.

تحياتي لك

حياك الله أخي أبداع
شاكراً لك كلماتك الرقيقة ..


وسلمت من كل مكروه ..

بارك الله فيك أخي الكريم شفيق ..
صدقت في كل كلمة سجلتها في تعقيبك الكريم ..
نسأل الله صلاح الحال

حيا الله أبو نايف ، يا هلا ومرحبا أخي الكريم ..
وكل عام وأنت بخير .. وأرجو أن تكون في أحسن حال ..

بالنسبة لأعادة التاريخه لنفسه فأنا لا أشك في ذلك على الرغم أن البعض يزعم أن التاريخ لا يكرر نفسه على الرغم أن الحوادث ومسبباتها تتشابه في قصص التاريخ في أمم ودول مختلفة !!!!

تسأل أخي الكريم : هل يقرأ أبناء الملوك التاريج كما نقرأه؟!!

أخاف اخي أنهم لا يقرؤن - التاريخ - بتاتاً وحتى لو قرأوا فلن تثيرهم تلك النقطة بل سيثيرهم ما حققه الملوك من سلطة وقدرة وطغيان ومجد وترف وثروة ... الخ .

(( أضافه ألى أن تاريخ الثوره الفرنسيه لايدرس منهجيا لذالك فقط المحب للقراءه والاطلاع سيذهب للمكتبات العامه ويقرأ عنها ))

بل الأشد أنه حتى في المنهج لا تقرأ إلا تمجيد في دولة أو تمجيد في شخصية تاريخية - وهو بالمناسبة لا زال متبع سياسياً في أعلام كثير من البلدان العربية - ولا تعلم سبب انهيار هذه الدولة ولا تعرف مسببات الحوادث في ذلك التاريخ إنما يعتمد المنهج على الحفظ للحكام والقادة والمعارك وأشباهها دون تحليل أو تفسير لحوداث التاريخ وانهيار الدول والأمم وسقوطها !

وعندما تحدث الطامة ففي الأخير قد يكون المصير كمصير الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت أو لماذا نبعد كثيراً فصدام شاهد في عصرنا هذا وعبرة لمن لا يعتبر ..

تحياتي لك أخي الكريم ..

حياك الله أخي الطارق العزيز ;)

كل عام وأنت بخير

لانجد أحداً ممن له ولاية في دول العالم يقرأ التاريخ جيداً .. فالتاريخ يعيد نفسه فيما يحصل من أحداث في العالم ولكن لانجد من يتصرف بحكمة وعلم بما مرت عليه هذه الكرة الأرضية من أحداث تأريخية

أخوك
عبدالعزيز

حيا الله العزيز عزيز
وكل عام وأنت بخير أخي العزيز ..

تصدق بالله قرأت منذ مدة عن احد ملوك الإسلام كان شغوف بقراءة التاريخ ولا تحضرني الذاكره عن شخصة لكن قد يكون عضد الدولة البويهي .. على العموم إن كان هو فأشهد أنه قد استفاد من قراءة التاريخ فقد عرف عنه نجاحه السياسي وكان أعظم سلاطين تلك الدولة وأعاد لبغداد والعراق بعض مجدها الغابر بإصلاحاته ..

على العموم ليس غريبة على بعض حكام المسلمين اهتمامهم بالتاريخ بل وقد ألف بعض السلاطين والحكام المسلمين في التاريخ أيضاً ...

بل حتى ابن خلدون ورقم مقدمته في تفسير التاريخ وابتكاره لعلم العمران ( الإجتماع ) وأهمية كتاباته التاريخه ، رغم كل ذلك فقد كان سياسياً فاشلاً لم ينجح في المناصب التي ولي عليها كالحجابة والوزارة !!!!

برغم ما ذكره ابن الأثير عن أهمية التاريخ لكن والحق يقال أن الكثير لا يتعظ بالفعل بأحداث التاريخ وتغلباته ومواقفه ولذلك فلا زال التاريخ يكرر ويعيد نفسه مرة بعد أخرى

تحياتي عزيزي اللزيز

السلام عليكم ورحمة الله

موضوع جميل جدا وطرح اكثر من رائع اخي الطارق بارك الله فيك
بالفعل التاريخ يعيد نفسه وكل الاحداث التي مرت عليه تشهد على ذلك.

جزاك الله خيرا
اعجبني الموضوع كثيرا كما ان العنوان جميل جدا.
بارك الله فيك

بارك الله فيك أختي زهرة الكركدية ..

سعدت بتعقيبك الكريم ..
ويقيني أن التاريخ يعيد نفسه كثيرا وأرجو
أن يكون يعيد التاريخ نفسه في منطقتنا العربية الإسلامية ما فيه
خير لهذه الأمة وتقدمها ..

جزاك الله خيراً أختي الفاضلة ..

حياك الله أختي الكريمة شهرناز ..

سبب الموضوع ، سماعي هذه الإشاعة عن احد المسؤليين ودعوته للإقبال على أكل
المعكرونة بسبب ارتفاع الرز فذكرني ذلك بمقولة سيئة الذكر أو حسنة الذكر - لست أدري - ماري أنطوانيت ومقولتها المشهورة ( وربما المزعومة ) لذلك استحوذت أنطوانيت على الموضوع وعنوانه

وماري أنطوانيت قصة من قصص التاريخ التي روت ولا يعلم مقدار صحتها - وما أكثر تلك القصص التي لا حقيقة لها - وقد لا تزيد أهمية هذه القصة إلا على أنها قصة تروى كرمز لمقدار ما وصل به السخط الشعبي للشعب الفرنسي ولمقدار الإحتقار والكره الذي ناله رمز من رموز ذلك الحكم ..

غير أن الحقيقة التاريخية التي يشهد التاريخ بصدقها هي أن سبب الثورة الفرنسية كان عنصره الأساسي هو السخط الشعبي على سياسة الحكومة في ذلك الزمن والذي كان سبباً لتلك الثورة والذي كان ضحيته في الأخير الملكية الفرنسية إلي حيث لا رجعه

والحقيقة الأخرى أنه كلما أزداد التذمر لدى شعب بسبب ما كلما أزادد رواج تلك الإشاعات المقرضة لذلك من الجميل التنبه لذلك حتى لا يتطور ذلك إلا ما لا يحمد عقباه وحتى لا يتكرر التاريخ مرة أخرى في ما هو أعظم جلالا وأشد أمراً ...


أما عن الملك فيصل فرحمة الله عليه فقد عظيما من عظما هذا العصر وكم سمعنا عن حب الناس له وكان هذا الحب نتاج سياسته الناجحة والتي عادت على شعبه بالخير في زمنه وزمن الملك خالد يرحمه الله ، لذلك سمعنا كثيراً عن بكاء الناس عند وفاته فقد أحب أبناء مملكته فبادله شعبه الحب في زمنه وبعد وفاته ، تغمده الله برحمته ..

وحمداً لله علي فضله ، وجزاك الله خيراً أختي الفاضلة ..

.....

حياك الله أخي صرخة وطن ..
وتسلم على تعقيبك الكريم ..