إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على هذه الأمة التي فضلها وشرفها الله سبحانه وتعالى بدين الاسلام وهما الدعامتان الاساسيتان التي يقوم عليهما صلاح المجتمع وهما من خصائص هذه الأمة الاسلامية العظيمة .
قال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) - آل عمران 110

ان حماية الدين لا تكون الا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , الأمر بما امر الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم , والنهي عما نهى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بقصد النصيحة لله وأئمة المسلمين وعامتهم.

ولا يختص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفرد دون آخر ولا يقتصر على فئة من الناس , بل هو واجب على الناس جميعا رجلا كان او إمرأة , عالما او عاميا كل حسب مقدرته وعلمه . قال عليه الصلاة والسلام ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) صحيح أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة .

ومن المؤسف بل المفجع بأن اصبح الكثير في مجتمعاتنا لا يغارون للدين ولا يخشون العقاب من رب السماء , لا يتفقد الرجل لأهله وولده ولا ينظر لجيرانه , بل تراه يرى المعاصي فيهم ولا ينهاهم عنها ويرى التقصير بالواجبات فلا يتداركه . لهذا فنحن في خطر شديد مع كثرة النعم والانغماس في الترف والملذات .

ولي عودة بإذن الله

سبحان الله كنت أتناقش مع أحد الأخوات اليوم في الوضع الذي نحن فيه

أصبح رب الأسرة لا يحرك ساكنا هذا إذا لم يكن ضاربا على الدف

يرى زوجته وبناته سفور ويفعلون من المنكرات ما الله بها عليم وهو صامت هذا إن لم يكن مؤيد

ويرى أبناؤه الذكور من غير صلاة وفي حال يضعهم في مصاف النساء وهو ساكت وهمه ان يوفر لهم المال من أي مصدر كان

الكثير يأخذ من البنوك الربوية قروض وهم يعرفون إن هذا حرام ويقول أنا مضطر ... والمضطر يأكل الميتة

هذا غير الكذب وتضيع الأمانة والظلم وغيرها من الأمور التي للأسف صار الذي لا يفعلها نادر في هذا الزمان ... الله المستعان

ننتظر عودتك أخي بن زمزم عسانا ان نصل إلى طريق يوصلنا لمرضاة الله والجنة

جزاك الله خير على هذا الطرح وبارك الله فيك

تكملة -


أيها المسلمون لا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور , لا تغرنكم أموالكم وكثرتها , ولا يغرنكم رغد العيش ونضارة الدنيا وزهرتها ولا يغرنكم ما انعم الله به عليكم من العافية والأمان ولا يغرنكم إمهاله مع تقصيركم .

لقد انتشرت المعاصي في مجتمعاتنا وبلادنا الاسلامية بدون استثناء , واصبح ما كان منكرا بالامس معروفا اليوم , ضيعت الصلاة , واتبعت الشهوات , تم التعامل بالربا , منعت الزكاة , انتهكت الحرمات , بعض الناس صاروا كالبهائم والعياذ بالله يطلبون متع الدنيا فضيعوا الدين وصدوا عن سبيل الله , وتمت موالاة الكافرين وزين لهم سوء أعمالهم فظنوا ذلك تحررا وتقدما وتطورا . السلاسل الذهبية وضعها الرجال في أعناقهم , الفتيات والنساء كشفت عن بطونها وصدورها , الشباب كشفت عن سراويلهم الداخلية .

واسباب هذا التدهور يرجع لأمرين :-

الأول : ضعف الدين في النفوس وقوة الداعي للباطل.
الثاني : ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداهنة في دين الله عز وجل.

لي عودة ثانية ان شاء الله