|
عضو نشيط
|
|
المشاركات: 140
|
#1
|
هل تريد مرتبة الصديقين ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصديق في المرتبة الثانية من مراتب المؤمنين بعد مرتبة النبوة ، وتلك هي مراتب أولياء الله الذين أنعم الله عليهم بالعلم النافع والعمل الصالح كما قال الله سبحانه { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } فالرجل الذي يتحرى الصدق يكتب عند الله صديقاً ومعلوم أن الصديقية درجة عظيمة لا ينالها إلا أفذاذ من الناس.
ولك أن تعجب من حالنا !! فلو عرض على أحدنا وظيفة بالمرتبة الممتازة لما توانى في اغتنامها ، بل لو سمع إشاعة لسارع واستقصى الخبر .وعندما يعرض الله علينا مرتبة الصديقية على لسان رسوله الصادق الأمين نتكاسل !! نسوف !! نتوانى !! نتجاهل !!.
فما مصيبتنا ؟!!
اللهم اهدنا فيمن هديت ، واجعلنا من الصادقين معك ومع خلقك.
ـــــــــــــــــــــــ
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا). رواه الجماعة عليهم من الرحمة والرضوان.
__________
الشرح:
(1) الصدق هو أن يكون المسلم صادقا مع الله في فعل ما أمر الله به والبعد عما نهى الله عنه . وصادقا مع الناس في فعله وقوله
وتعامله. فمن لم يصدق مع الله لن يصدق مع الناس.
(2) قوله "عليكم بالصدق" أي: ألزموا الصدق. والصدق يكون باللسان ويكون بالأركان،أما باللسان فهو القول وأما بالأركان
فهو الفعل.
(3) الصدق يهدي إلى البر. أي : يوصل إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم . والبر يوصل إلى الجنة ، فيرشد إلى سبيلها
وسبب دخولها. (فالصدق هو طريق الجنة).
(4) (الصدق) حسنة تثمر حسنة أكبر، وهي (البر). والصدق يرتقي بالمؤمن حتى يتربع على عرش الصديقيين في أعلى عليين.
(5) الدين الإسلامي مبني على الصدق والوضوح والبيان وأما الكذب والتقية والنفاق والغموض فهي من عمل الشيطان. فالصدق
دين محمد لأن خير الهدي هدي محمد. والكذب دين الشيطان واتباعه.
(6) لا يمكن أبدا أن يستقيم المسلم على دين الله وطاعته إلا بالصدق ، وأن يكون صادقا في كل شيء وصادقا في كل أحواله
وأقواله وافعاله وأعماله ، أن يكون صادقا ظاهرا وباطنا ، سرا وعلناً.
(7) كلمة (بر) أي : وفَّى وأصلح وأحسن .. والبر : اسم جامع لكل معاني الخير والإحسان والبركة والصدق والطاعة وحسن
الصلة والمعاملة.
(8) أعد قراءة الحديث وركز في تأمل وتدبر الأفعال ( يهدي – يزال – يتحرى ) في شطر الحديث الأول "الصدق" فهي سلم
إلى مرتبة الصديقية.
(9) أن مجاهدة النفس على تحري الصدق توصلها إلى مرتبة الصديقية .
(10) كلمة (فجر) ، أي: مال عن الحق إلى الباطل والكذب.. والفجور: اسم جامع لكل شر ، وميل إلى الفساد والانبعاث والانطلاق
إلى المعاصي.
(11) التساهل في الكذب هو أشد الأشياء ضررا ، فإنه إذا تساهل فيه أكثر منه وعرف به، فلا يعتمد كلامه ولا ينتفع به ، فينسلخ
من الإنسانية إلى البهيمية فيصير هو والبهيمة سواء بل هو شر منها لأنها وإن لم ينفع نطقها لا يضر والكاذب يضر ولا ينفع.
(12) الكذب ينزل بالمسلم ويسفل به حتى يجعله من أئمة الفجور.
(13) الكذب أساس النفاق ومادته التي ينمو عليها . والكذب أبرز صفات المنافقين. فالكذب سبب كل شر.
(14) كيف ينجو من النار من يسير في طريقها ؟!! أليس الكذب يهدي إلى النار؟.
(15) أعد قراءة الحديث وركز في تأمل وتدبر الأفعال ( يهدي – يزال – يتحرى ) في شطر الحديث الثاني "الكذب" فهي
دركات إلى (قبو) إبليس في أسفل سافلين.
ــــــــــــــــــــــــــ
هذه الحديث النبوي الشريف يبين لنا عظمة الإسلام وحسن تربيته لاتباعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. واسأل الله أن يجعلنا مع الصادقين ومن الصادقين.
|
|
13-01-2010 , 10:47 AM
|
الرد مع إقتباس
|