|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#1
|
( كــرّرْ .. لتُقـــرّرْ .) هل نرى الأمور بعيون قرآنية ؟!
= =
حينَ تُصمُ الآذانُ عن سماعِ صوتِ الحق ، وهو يدوّي على مدار الساعةِ ،
وحين تعمى الأبصارُ عن رؤيةِ طلائعِ الحقِ ، وهي تلوحُ في كلِ حينٍ ،
وحين لا تعي القلوبُ شواهدَ الحق ، وهي مبثوثة في كل مكانٍ ..
فماذا بقيَ لهذا ( المخلوق ) من حقيقة ِ الإنسانيةِ ؟؟!
إن أمثالَ هذا الصنفِ من الناس ، لا يطيبُ له إلا أن يعيشَ حياةً مهينة ،
لا تشبهها سوى حياةِ الديديان !!
تستلذُ بالمستنقعِ ! وتقتلها رائحة العطور والشذا !
ويطيبُ لها ظلمةَ الوحلِ ، ويؤذيها رؤيةِ النور !!
قلبٌ مزعزعٌ عصفتْ بهِ رياحُ الهوى ، وبعثرته في وديانِ الدنيا ..
وعقلٌ خواء ، مملوءٌ بالغثاء ، مهما أطال لسانه ، وزخرفَ وأرعد وأبرق !
إن حقيقةَ الإنسانِ في أروعِ صورها ، وأشرفها ، إنما تتجلى إذا أحسنَ الإنسانُ :
استثمار أدواتِ السمع والبصرِ والعقلِ والفؤاد فيما خلقتْ له ..
ولذا قال اللهُ سبحانه وهو الذي خلقَ جميعَ الخلائقِ ، فهو الأعلم بهم ،
قالَ في هذا الصنف البائسِ الشائهِ من الناس :
( .. لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) ...
(179) سورة الأعراف
نعم هم كذلك كالأنعام ، ولو طنطنوا طويلاً .. وتشدقوا كثيراً .. وخرجوا على الناس بوجوه باسمة ..!!
بل _ كما قرر الرب سبحانه _ الأنعام خير منهم ..!!
وقد يكون هذا نجماً عالمياً مدوياً كبابا النصارى مثلاً ، أو نجماً سياسياً ، أو نجماً رياضياً ،
أو نجماً سينمائياً ، أو نجماً فنياً ، أو أدبياً أو ما إليه ،
وسواء أكان رجلاً أم امرأة فاتنة تخلب اللب بصورتها أو بصوتها ..!
ومن ثمّ فعليك أن تتذكرَ وصية الله لك وأنت ترى أمثال هؤلاء :
( لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ ) (196) سورة آل عمران
و لا تنخدع بمظاهرهم :
( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ..!!)
وحقيقتهم :
( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ ) ..والآيات كثيرة..
فعلينا إذن أن ننظر بعين قرآنية لنرى حقائق الأشياء ، لا كما يراها عامةُ الناسِ بعيونٍ أرضيةٍ طينية !!
هذه حقيقةٌ قرآنية يجب أن نذكّرَ بها أنفسنا مرارا وتكرارا ،
ولا سميا ونحن نرى زخم الفضائيات ليلَ نهار ، وصباح مساء ،
تلمعُ أمثالَ هؤلاء ، كما يلمع الإنسان حذاءه !!
ومن هنا اختلتِ المفاهيمُ ، واضطربتْ المعايير عندَ كثيرٍ من الناس ،
فقدّموا من أخرّ الله ، وأخروا من قدم الله !!
وأحبوا من أبغض اللهُ ، وأبغضوا من أحب الله !!
وهل الدين إلا الحب والبغض !؟
ومن حديث أبى أمامة الباهلي أنه صلى الله عليه وسلم قال :
((من أحبَّ لله، وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان))
وفى الصحيحين من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمـان :
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما،
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله،
وأن يكره أن يعود فى الكـفر كما يكره أن يقذف فى النار ))
ولله در القائل:
أتحب أعـداء الحبيب وتدعـى حباً له ، ما ذاك فى الإمكـان
وكذا تعـادى جاهـداً أحبـابه أين المحـبةُ ، يا أخا الشيطان ؟!
إن المحــبة أن توافـق مـن تحب على محبته ، بلا نقصـانِ
فلئن ادعيت له المحبـة مـع خلاف ما يحب فأنت ذو بهتان
هذه الحقيقةُ بتفاصيلها ركزتْ عليها التربية القرآنية كثيراً ، ومراراً وتكراراً ،
وربى عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابَه رضي الله عنهم .
غير أنا اليوم نجدُ أن جمهرةً غفيرةً من المسلمين يغفلونَ عن هذه الحقيقةِ ،
ومن ثم انحرفَ بهم الطريقُ ، وهم يحسبونَ أنهم يحسنونَ صنعا ..!!
فلابد إذن من إعادةِ تقريرِ مثلِ هذه الحقائق المرة بعد المرة ، والكرة بعد الكرة ،
حتى تعود هذه البديهياتُ في محلِ الصدارةِ من عقل وقلب كل مسلم
صغيراً كان أم كبيراً ، ذكراً كان أم أنثى ..
وعلينا أن نتذكر دائماً ،:
أن العلمَ لا يتقرر ، حتى يتكرر ..!!
فلا ينبغي أن نمل أو نكل أو نيأس .. فالأيام جزء من العلاج ..
نسأل الله سبحانه أن يرضى عنا ويوفقنا لما يحبه ويرضاه .. اللهم آمين
|
|
06-10-2006 , 01:44 PM
|
الرد مع إقتباس
|