|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 426
|
#1
|
مبادرة كولن باول مبادرة تستحق الدراسة .
أعلن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول عن مبادرة أمريكية تهدف إلى تعزيز الديمقراطية والتعليم ودور المجتمع المدني في العالم العربي ، على حد قوله .
وقال باول في خطاب ألقاه في مؤسسة التراث بواشنطن الخميس 12-12-2002: إن المبادرة التي أطلق عليها اسم "مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط.. بناء الأمل للسنين القادمة" تسعى لتشجيع المشاركة الشعبية في العملية السياسية ومساعدة المؤسسات التعليمية والتربوية في سائر أرجاء الشرق الأوسط ومكافحة الأمية ، وأضاف أن المبادرة تهدف أيضا إلى مؤازرة حقوق المرأة ومساعدة القطاعين العام والخاص في العالم العربي على تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والاستثمار، فضلا عن دفع عجلة التفاهم والشراكة بين شعب الولايات المتحدة والشعوب العربية.
نقلاً عن إسلام أون لاين .
_________________
فعلاً إنها أفكار رائعة وممتازة تستحق الدراسة ، ولكن نحن المسلمون أعلم بما يصلح أحوالنا وأحوال الإنسانية ويصحح مسيرة البشرية ، فنحن أتباع صاحب الرسالة الخاتمة للأديان ونحن أصحاب المنهج الصحيح الشامل المتكامل ، ورؤيتنا للمستقبل ستكون أنقى وأصفى لأننا نستمدها من نور خبر الوحي الصادق – الكتاب والسنة - ، ونقدم تلك الأفكار أدناه علها تجد القبول عند أصحاب القرار ، وأهل الحل والعقد أعلم بمصالح الأمة والإنسانية كافة ، وهم كذلك بيدهم الحل والعقد ، فيجب أن يحل العقد القديم لكي يعقد العقد الجديد مع الأمة التي تنتظر المستقبل المشرق بإذن الله .
وبغض النظر عن هدف القيادة الأمريكية الكافرة ، فبطبيعة الحال ستكون أفكارهم متأثرة بما في قلوبهم المريضة ، ولكن إذا ما أخذناها لكي نقلبها فإننا سنخرجها وسنظهرها بصورتها الصحيحة بعد تنقيتها وتصفيتها من الآفات والأمراض التي عادة ما تتواجد في قلوب الكفار والمشركين ، فلا يخلو الأمر من ذلك ، وهذا من طبائع الأشياء ، فتلك الأفكار إذا ما أعيد صياغتها بعد ما تمر في قلوب نيرة ستصبح أفكار نيرة تستفيد منها البشرية ، وقد يكون للشعب الأمريكي الغافل المخدوع نصيب منها ، فهو أيضاً شعب يعاني من أثار ( الديمقراطية ) والمكر والخديعة السياسية القائمة على الحزبية ، فالديمقراطية هي الوجه الآخر للدكتاتورية ، فهو نظام قائم على التسلط والاستبداد الجماعي المشترك المنظم والذي يمارسه أهل وأصحاب القوة على بقية أفراد المجتمع ، لذلك هو نظام ظالم غير عادل ، وهذا يفسر انحدار المجتمع الإيراني والمصري والكويتي واليمني ، وفي أحسن أحواله سيحقق التقدم والرقي المادي يقابله انحدار عام ( فكري وروحي ونفسي ) ، والكوابح الاجتماعية للنظام الديمقراطي كوابح خادعة غير سليمة وهي توهم البعض بسلامتها وتكبل المخلصين عن محاربة الشرور في المجتمع بحجة وجود تلك الديمقراطية المزعومة وكأنها قدر محتوم على المجتمع .
نعم ... يجب أن نقوم بإحياء دور المجتمع المدني من خلال إيجاد وإحياء النقابات وإعطائها الصلاحيات الواسعة في إدارة شؤون المجتمع المسلم وجعلها رافداً يمد مجالس الأمة والشورى والحكومة بالعناصر المناسبة التي تتمتع بكفاءة عالية ، فعلاً إن الوقت قد حان لكي نوزع المسؤوليات والمهمات بعد ما تعددت التخصصات والاختصاصات وتنوعت الاهتمامات ، فلماذا لا نفكر في التعددية على أساس واقعي وعادل وبحسب التخصصات والاهتمامات ؟ ، فهذا أفضل من تعدد الأحزاب والأيدلوجيات ، وهو وبطبيعة الحال أفضل من اقتصار الأمر على أصحاب رؤوس الأموال وبعض الأعراق والقبائل و العوائل .
وليس كل الناس مهتمة بعبادة ذاتها وتسعى لتعبيد الآخرين لشخوصها ، وليس كل الناس تمارس النهب والسلب لكي تحقق تلك الغاية بعد ما تمتلك الأشياء التي تعبد بواسطتها العباد ، وكما يفعل بعض أمراء الجزيرة العربية وبعض الرؤساء والمسؤولين في الدول الإسلامية ، فالناس لها اهتمامات أخرى خلاف اهتمامات هؤلاء الأمراء والرؤساء والمسؤولين الشاذين والمرضى ، فهناك من يهتم في شؤون البيئة وهناك من يهتم في أمور التربية والتعليم وهناك من يهتم في المسائل النفسية وهناك من يهتم في أمر الابتكار والطيران والإبحار ...إلخ ، فهذا هو التنوع الطبيعي الذي يغطي جميع شرائح المجتمع ، ومن الممكن إيجاد نقابة خاصة بالأمراء والناس المهتمين بعبادة ذواتهم ، ومن أراد أن يعكف على عبادتهم وتقديسهم فهو حر في ذلك ، فلماذا نفرضهم ونفرض سياستهم على أفراد المجتمع باسم العادات والتقاليد والإلف والعادة ودين أهل التسلط والتطفل والاستبداد ؟ فيجب أن يحال بين الناس وبين ربهم من خلال إعطائهم وتمكينهم من حقوقهم وضرورات حياتهم الإنسانية ، ويجب أن يكون هناك مجال واسع لكي يتعرف الناس على إنسانيتهم وبعيداً تلك الأوثان الآدمية التي تعبد من دون الله جل شأنه .
والتعددية على أساس واقعي وعادل وبحسب التخصصات والاهتمامات يجب أن نواجه به مشاريع الظلم والبغي والعدوان التي تقترح علينا من قبل القيادة الأمريكية والمتمثلة بالخصخصة ، عدى مشاريع الأمراء والرؤساء والمسؤولين الشاذين والمرضى ، فبتخصص المجالس نواجه الخصصة ونواجه محاولات مصادرة حقوق الحفظ والرعاية التي يجب أن تكفلها الحكومة الإسلامية ، فعناصر المجتمع ومن خلال النقابات ومؤسسات الدولة أولى من الشركات بإدارة شؤونهم ، والشركات لها مجالات أخرى يجب أن لا تتعداها حتى لا تضطرب الحياة ، فعجز الحكومات الجبرية العضوضة الكافرة والدولة الحديثة العلمانية عن إدارة شؤون المجتمعات وعن تأمين حقوق الحفظ والرعاية لا يعني بتسليم الأمر للشركات التي إنتفشت وتضخمت بسبب سوء إدارة الحكومات الكافرة القهرية وعلى حساب مصالح و مقدرات الناس ، بل يعني ضرورة إيجاد صيغة جديدة للحكم تحقق للناس آمالهم وأمانيهم المشروعة التي ستحقق بوجود الحكومة الإسلامية الحقة .
كما يجب علينا إحياء علوم الدين من خلال إعادة النظر في المناهج التربوية والخطة التعليمية العامة للدولة ، فالغرب متعطش لعلومنا التي تركناها وراء ظهورنا وهو يتطلع لمعرفة المسلك الإسلامي المعطل في التربية والتعليم ، مسلك الإضاءة الفطرية والإشراق الروحي ، فهو المسلك الذي سيجعله يصحح مساره أيضاً كما سيجعلنا نصحح مسيرتنا العامة ، فهو المسلك الذي سيخرج العالم من أزمته ومن هذا الظلام الدامس الذي زيف ظلمته النور المصطنع الخادع ، وهو مخرجنا من التخلف والانحطاط الذي أوصلتنا إليه الحكومات الكافرة القهرية .
وأما بالنسبة للمرأة ، ففعلاً يجب أن نعيد النظر في وضعها الاجتماعي والسياسي فعلينا أن نفكر باستحداث دائرة نسائية خاصة ، فدائرة الحرم السياسي دائرة مفقودة ومنذ فترة طويلة ، والرجال - وكعادة كل جاهلية – يحرمون المرأة من المشاركة في صنع الحياة وبذلك يفسدون الحياة ، فيجب إعادة إحياء دائرة الحرم السياسي وبرؤية عصرية إسلامية جديدة تحقق التوازن في المجتمع وتعيد له الحياة ، فالمرأة حياء وحيـاة .
ولن تعود للدنيا الحياة ولن تتحسن الأحوال العامة للمجتمع مالم تحصل المرأة على حقوقها الاجتماعية وضرورات حياتها الإنسانية .
|
|
14-12-2002 , 01:31 PM
|
الرد مع إقتباس
|