وكيو: محمد آل عطيف
تعتبر العاصمة طوكيو أكثر مدن العالم ازدحاما في عدد السكان وعدد السيارات، ومن النادر جداً وجود مواقف خاصة بالسيارات، نظراً لارتفاع قيمة العقارات وندرتها في أماكن وجود المصانع والأسواق، ولا يمكن أن تتوسع أكثر مما هي عليه الآن إلا في حالة ردم البحر، وهو ما اضطرت إليه الحكومة اليابانية في كثير من المشاريع الحيوية مثل المطارات.
لذلك أصبحت أسعار الأراضي مرتفعة، خصوصاً لذوي الدخل المتوسط، حيث تعتبر طوكيو من أغلى مناطق العالم من حيث أسعار الشقق والفنادق، ولا غرابة أن تجد مساكنهم صغيرة ومتجاورة ويطلق اليابانيون عليها لقب "جحور".
وتشير السيدة ماتي سيكو إلى أن الوضع ينعكس على الطرق والشوارع، فالزائر يجدها ضيقة ومزدحمة، مما دعاهم لبناء الطرق على مستويات فوق الأرض، وغالبا ما تشاهد في طوكيو شارعاً من دورين أو ثلاثة وحتى أربعة مستويات.
ولن يجد الزائر لطوكيو أي سيارة متوقفة على جانب الطريق إلا للتحميل أو التفريغ فليس بوسع صاحب سيارة أن يوقف سيارته أمام بيته، حيث يتطلب النظام وجود موقف خاص للسيارة قبل شرائها.
وتشير سيكو إلى أنه نظرا لندرة الأراضي وغلاء أسعارها فقد دفع ذلك اليابانيون لاستخدام الأرض المتوفرة للمواقف استخدما أمثل، حيث يتم بناء مواقف عمودية للسيارات، فمثلا باستخدام أرض موقف لسيارتين يتم بناء موقف ذي عشرة أدوار يستوعب 20 سيارة، ويتم استخدامها بمصاعد خاصة لرفع السيارات، وعند الرغبة في إخراج السيارة ما على المواطن سوى الضغط على زر ليقوم المصعد بإحضار سيارته.
ونظرا لضيق المساحة فإنه لا يمكن للسائق أن يغير اتجاه سيارته، لذا تم تزويد تلك المواقف بصحن دائري حيث تقف السيارة عليه وتدور 180 درجة لتواجه مقدمة السيارة الشارع للخروج بيسر وسهولة، وتعتبر أسعار المواقف في المناطق المزدحمة مكلفة جدا، حيث تحسب بالدقائق، فمثلا 12 دقيقة بمئة ين أي ما يعادل 3 ريالات.
أما العمارات السكنية فتستعمل أنظمة أخرى للمواقف، حيث يتم إيقاف السيارات على ما يشابه الأرفف للاستغلال الأمثل للأرض، ولا يختلف الوضع عن الدراجات الهوائية، والتي يستخدمها طلبة المدارس الثانوية في تلك المدينة.