العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > إعدام صدام... عربون 'المتعة' بين المشروع الصفوي والصهيوني
المشاركة في الموضوع
USAMA LADEN USAMA LADEN غير متصل    
منع من الكتابة  
المشاركات: 995
#1  
إعدام صدام... عربون 'المتعة' بين المشروع الصفوي والصهيوني
إعدام صدام... عربون 'المتعة' بين المشروع الصفوي والصهيوني
بقلم: أسامة عبد الرحيم

حكم الرئيس العراقي "صدام حسين" شعبه بيد من حديد، وخاف العراقيون بطشته حتي آخر لحظات حياته، مارس الرجل ما يمارسه أهل الحكم في زمانه: الطغيان، وإطلاق النار علي معارضيه تارة، وعلي حمام الصيد تارة أخري..!!، كما كان يجيد السباحة في نهر الفرات، بذات المهارة التي يسبح بها ضد أطماع المشروع الصفوي تماماً.

لم يحاول الرجل إخفاء ديكتاتوريته، ولولا ذلك ماتجاهله مجلس الأمن دهراً، وما شرعت دول الغرب تقيم العلاقات معه، لتقوية عضلاته العسكرية، كسياسة عامة تجاه المنطقة، ولقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع منذ بداية السبعينات وخلال حكمه بشهادة الاقتصاديين أنفسهم، وفي الوقت الذي رأي نفسه فيه، رمز بطولي للعرب، بصموده في وجه الغرب، ودعمه للقضية الفلسطينية، انقلبت العلاقات معه عاليها سافلها، لاسيما مع هبوب رياح التغير في أيدولوجية المشروع الصهيوني داخل أروقة الكونجرس والبنتاجون الأمريكيين.

لم يسمح الرجل للإسلاميين – كعادة قومه – بتبوأ مراكز صنع القرار، فضلاً عن المشاركة في اتخاذه، ولو علي سبيل الاستشارة غير الملزمة، ولا نستطيع أن نتهمه بأنه كان متفرداً في هذا دون غيره من "ملوك الطوائف" المحيطين به، من المحيط الي الخليج!!، لكنه ومع صفعة حرب الخليج الأولي انتبه – كالعادة - بعد فوات الأوان، فيمم وجهه تلقاء شعبه وأمته في الوقت الضائع..!!.

إعدامه تخطى مجرد إعدام رجل خط اسمه في ذاكرة التاريخ ثم راح يتدلي من علي حبل، إنها حبة العقد الأولي التي انفرطت، وستتلوها حتماً - إن لم تتداركنا رحمة الله - باقي حباته، كقطع الدومينو المتراصة خلف بعضها البعض.

الإعدام كان في حقيقته إعدام عراق موحد، أو كما يقول الفلكيون، ثقب أسود سيبتلع بدوره شظايا تقسيمات إتفاقية "سايكس بيكو" التي تخطاها الزمن.

كان لدى "صدام" أسبابه لاجتياح الكويت والتي لم تعد خافية على أحد، ولا ينبغي أن يجتزأ الناقمون عليه النظر إلى ردة فعله المتهورة حينها ويغفلوا أساس المؤامرة التي رتبت ذلك، وقضية المؤامرة هنا ليست وهمًا ولا استنتاجاً، بل هي حقائق دامغة صنعها المشروع الصهيوني ويعلمها العرب عن ظهر قلب، أولئك اللذين قبلوا بوضع "اخاهم" تحت أرجلهم، حين اجتاحهم طوفان المشروع الصهيوني، وسمعوا أزيز طائراته ودوي قذائفه.

إعدام الرجل اظهر خبث تكتيكي للمشروع الصهيوني معهود فيه، فمع ان السيناريو أعد له بجودة صهيونية، إلا ان آلية التنفيذ تركت لـ"كومبارس" المشروع الصفوي، وهؤلاء بدورهم يتمتعون بذكاء النعام..!!، فقد اعماهم الإنتقام فابتلعوا الطُعم بشهية وبكل بساطة، وتلطخت ايديهم الصفوية وحدها بدماء السُنة، فيما نفض المشروع الصهيوني يديه ووقف يطل عليهم من بعيد، بل حبك الأمر أكثر وراح ينتقد أسلوب الإعدام وطريقته وما شابه من طائفية، مع ان هذا ماكان يريده، فضرب عصفورين بحجر واحد.

اولاُ..حرق ورقة "الشيعة" عند السُنة اللذين فتنتهم الألعاب النارية لـ"حزب الله" اللبناني، والتي جلبت قوات الإحتلال الدولية الي جنوب لبنان، وربما بالقرب من مشارف غزة ايضاً، ثانياُ وهو الأهم..مهد الطريق لضرب إيران فيما بعد وتحجيم حلمها بأن تصبح قوة نووية بالمنطقة، وهو ما يتعارض مع مصالح الكيان الصهيوني من جهة، ومصالح المشروع الصهيوني ككل من جهة أخرى، قبل أن يكون خطرا يهدد دول المنطقة السُنية المتذبذبة بين المشروعين.

فلو قدر لإيران أن تتعرض منشآتها النووية لضربة أمريكية أو حتى من الكيان الصهيوني ذاته، فلن تجد إلى جانبها من يناصرها ويدعمها من عموم الدول الإسلامية والشارع العربي السُني، الذي كان علي قناعة بحق طهران في امتلاك قوة نووية، كان يسميها قبل إعدام الرجل "إسلامية"، ثم صارت من بعد تكشف الحقائق "صفوية" صرفة.

فإيران تعتبر العراق بعدها الإستراتيجي و لا تحتاج مواقفها الى مزيد بيان، لأجل هذا سعت و بقوة الى دعم حلفائها بالجنوب الشيعي وسائر مناطق العراق، واشعلت فتيل الطائفية، ثم هي التي دربت ميليشيات الموت الشيعية وهي اول من دخلت العراق بعد الإحتلال، بل جاهرت علي لسان احد كبار مسؤوليها -السيد أبطحي- بأنه لولا إيران ما انتصرت امريكا ودخلت افغانستان والعراق..!!.

"نحر" الرجل دلالة استدعت إلى الذاكرة سؤالاً بات ملحاً: أيّ المشروعات الثلاثة أخطر على الأمة، المشروع الصفوي، أم المشروع الصهيوني، أم تَحالف المشروعين معاً واتّفاقهما على اقتسام الهيمنة والنفوذ علي الأمة، وتمزيقها غنائمَ وأسلاباً، بين مشروعين متنمّرين متعملقين يربطهما عقد "متعة" قصير الأمد!!.

جرى ذلك في غياب شبه تامّ لمفهوم الأمة عند مراكز صنع القرار، إن وجدت، وضياع شبه تامّ - لمن نصّبوا أنفسهم قادة - بين العجز، والجهل، والجبن، واللهو، والتآمر، والاستسلام لإرادة عدوّ مجرم سُمّيَ حليفاً واتّخذه الضائعون من صناع القرارات حامياً ونصيراً ..!

تعمُد الإعدام صبيحة يوم النحر عند المسلمين، والذي يخالفه الشيعة عن قصد، كانت رسالة واضحة لا يشوبها لبس، فقد راهن الكثيرون علي استحالة تنفيذ الحكم لاسباب سياسية، لكن الصفويين خيبوا ظن الجميع، فكان اختيارهم المتعمد والدقيق للزمان والمكان - يوم العيد، وفي مركز إدارة العمليات في حرب صدام ضد إيران - مما فضح أيديولوجية صفوية ضد العرب والمسلمين بشكل عام، أضف إلى هذه الخلطة تواطؤ وانتقام "صقور" البيت الأبيض، التي تهاوت واحدة تلو الأخري تحت شفرات مقصلة المقاومة السُنية، وغباء سياسي يتقاسمه المشروعان كما يتقاسمان عوائد النفط المسروق من العراق.

ومصطلح "الصفويون" أحد أكثر المصطلحات التي باتت تتردد في وسائل الإعلام حالياً، وخاصة بعد الإعلان عن تقسيم العراق إلى فيدراليات، حيث دأبت العديد من الصحف والقنوات الفضائية على وصف الحكومة العراقية بـ "الصفوية" بسبب ما ترتكبه من جرائم بحق أهل السنة في العراق، من خلال أجهزتها الأمنية التي تتغلغل فيها المليشيات الصفوية المتعاونة معها والتي تشكلت منها الحكومة العراقية مثل: "فيلق بدر"، و"حزب الدعوة"، و"جيش المهدي"، و"حزب الله" فرع العراق..!!.

ففي عام 2004 أعلن نائب قائد الحرس الثوري الايراني خلال زيارته للندن بان ايران لديها في العراق الآن لواء من المجندين لصالحها داخله ولها علاقة مع فصائل اخرى لضمان حماية الأمن القومي الايراني.

وفي عام 2004 ايضاُ فتحت المخابرات الايرانية مكتباً في النجف تحت مسمي "مكتب مساعدة فقراء العراق الشيعة" جندت على اثره اكثر من "70" ألف شاب من الجنوب للانضمام الى احدى المليشيات الموالية لها، وكل متطوع لهذه المليشيات تدفع له ايران "1000" دولار شهرياً وكذلك تدفع له "2000" دولار كمقدمة، وذكرت مجلة الـ"تايم" الأمريكية في عدد أغسطس 2005 ان "شبكة من المسلحين في العراق تدعمهم ايران مسؤولة عن نوع جديد من القنابل المميتة وان لديها وثائق تشير الى دور قامت به قوات قريبة من الحرس الثوري الايراني في السيطرة على مدينتي الكوت والعمارة بعد ايام قليلة من الغزو".

واضافت الـ"تايم" ان لديها وثائق تخص وحدات الحرس الثوري الايراني تتضمن سجلات عن مدفوعات ضخمة تظهر فيما يبدو ان ايران تدفع رواتب "1174" عضواً في مليشيات بدر الصفوية التي يقودها "هادي العامري".

ويتخذ المشروع الصفوي من الصفويين العرب مطيته، في سعيه إلى الهيمنة على دول المنطقة العربية، يبدو هذا جلياً من خلال نموذج العراق الذي نحن بصدده، وحملة المعارضة اللبنانية التي توشك أن تتحول إلى انقلاب يقوده "حزب الله" الشيعي.

وبالمثل يتخذ المشروع الصهيوني طابوراً خامساً من نسيج المنطقة ذاته، ترهيباً وترغيباً؛ ليتمكن عبر شرايينه من المرور داخل سويداء الأمة، ولا أدل على هذا من الانقلابيين ضد مشروع المقاومة التي أتت به "حماس"، عبر انتخابات شرعية ليكون مشروع أمة وليمحو اتهاماً لطالما اُلصق بالإسلاميين بأنهم ليسوا أهلاً لإدارة مشروع سياسي، تشدق به الطابور الخامس، وما جر على الأمة إلا "انتصارات فادحة"، علي شاكلة "سايكس بيكو"، و"كامب ديفيد"، و"اسلو"، و"قرارات اللجنة الرباعية"..الي آخر انتصارات الطابور، والتي تعاني منها الأمة إلى الآن!!.

إعدام الرجل إذاً كان بمثابة رسالة شديدة اللهجة عميقة المضمون من الشيعة إلى السنة، فآيات طهران الصفوية ومعها أذنابها في العراق تعتبر كل العرب "صدام"، ولن تنسي لهم أنهم كانوا خزينة الرجل في حربه ضدها، وواشنطن لا يعنيها كذلك الفتك بحليف قديم لدفن أسرار العلاقات الأمريكية معه ومع غيره بالمنطقة على مدار ثلاثة عقود متوالية وتقديمه قرباناً علي مذبح كلا المشروعين، وقد أرادت طهران - ومعها أذنابها أولئك - أن يقولوا للأمة: عاد الصفويون وبقوة إلى جزيرة العرب، وليس أمامكم إلا أحد خيارين: مواجهة "آيات الله" النووية، أو دخول بيت الطاعة الصفوي الكبير، الذي تأسس في طهران ومد كفيه نحو سوريا ولبنان، ووضع قدمه في بغداد، وليس أحداً يعلم إلى أين تنتهي حدود بصره.

كذلك كان للإعدام دلالة واضحة نحو تسوية يدور رحاها تحت الطاولة، فالحدث مؤشر على بداية حوارات وتنازلات ومقاربات صفوية صهيونية، فالموافقة الأميركية على إنهاء ملف محاكمة صدام، له من الدلالة على أن الأمريكان بدءوا مراحلهم النهائية في إستراتيجية إنهاء ملف العراق، وهي التوصية التي لم يأت ذكرها في توصيات لجنة "بيكر - هاملتون"، كان الإعدام ضمن سياقات هذه الاستراتيجية، فورقة "صدام" حان استخدامها لبدء التقارب الصفوي نحو الملفات برمتها وإغلاق باب لابد من إغلاقه، مما يشير إلى تقاسم صهيوني صفوي "للقصعة" العراقية، ربما مقابل تنازلات صفوية نووية في المستقبل، وضمان حماية قوات الإحتلال التابعة للمشروع الصهيوني والمنتشرة في الخليج براً وجواً وبحراً.

آيات الله النووية كذلك لا يفوتهم تقاسم الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ولاسيّما الدول العربية الغنية بموقعها وخيراتها، والمشروع الصهيوني يطمح أن يستلب هذه الهيمنة لنفسه منذ إنغراس نواته في قلب المنطقة.

الحكومة العراقية الشيعية الحالية - التي رهنت بلادها للمشروع الصفوي - تمارس اليوم ما مارسه أجدادها الصفويون بالأمس، فلا عجب أن يطلق عليها ذات الاسم، ومع افتضاح شعارات "المالكي"، أحد المتحدثين باسم المشروعين معاً!!، وبقية أفراد كتيبة "بريمر"، والتي لم تكن إلا شعارات تضليل وتقية سياسية مشهورة في تاريخهم الصفوي، جاء تنفيذ الإعدام وما تخلله من صيحات وتشنجات صفوية، للتضح الصورة اكثر من ذي قبل فقد إذدوج ولاء الشيعة للبيتين..بيت آل "الحسين" رضي الله عنه، بالإضافة الي آل "البيت الأبيض"..!!، وليكشف إصرارهم علي تنفيذ المشروع، فالفرصة قد لا تسنح لهم مرة أخرى، ولأجل هذا وصفت مراجعهم عملية الإعدام بأنها "عدالة إلهية".

فالقتل اليومي للسُنة في العراق لا يتوقف، وما لا تقوله معظم وسائل الإعلام أن الضحايا الذين تظهر على جثثهم آثار التعذيب هم من أهل السنة دون غيرهم، وأن الحكومة الموالية للاحتلال تدير شبكة إرهاب صفوية تضم مليشيات موت تابعة مباشرة لمراجع شيعية داخل الحكومة العراقية وخارجها والتي توزع القتل علي أهل السُنة بسخاء شديد، في كل شبر من أرض العراق لا سيما العاصمة بغداد.

المشروع الصفوي في العراق يحاكي في بعض ملامحه المشروع الصهيوني في فلسطين، والمشروع الصربي في البوسنة، وإذ تجرى إضفاء الشرعية علي هذه التمزقات تحت ستار الفيدرالية تارة، أو"التعددية واللامركزية" تارة أخرى، فإن المؤدّى الحقيقى منها هو: أن العراق لن يعود موحداً، لكي لا تعودُ دولتُه تشكل قوةً ذات وزنٍ، أو حضورٍ سياسى، أو استراتيجى، أو حتى اقتصادى فى المنطقة، ولتهدأ روح "الخوميني" في مرقده.

ومن هنا نستطيع قراءة طبيعة التكوين الاجتماعي العراقي المعقد، الذي كان يقوده الرئيس "صدام حسين"، وميول هذا التكوين نحو الخارج في حالة الشيعة، ونحو النزوع للانفصال في حالة الأكراد، هذا التكوين جعل سلوكيات "صدام" نحو شعبه محل اتهام ورفض، وبل وجعلها أقرب للمغامرات، وبعيدة عن المشروع النهضوي لمن لا يعلم تضاريس العراق البشرية الوعرة.

وإنطلاقاً من هذه النقطة بالذات، كان العراق مؤهلاً للسلخ عن أمته قبل غيره، في أحداث متوالية بسرعة، تنبىء عن سلبية عربية مقيتة، فتحت سطوة التآمر العربي الرسمي على العراق، تم الحديث عن تقسيمه ووضعه على طاولة مصالح المشروع الصهيوني ونظيره الصفوي، علناً وبدون حرج، أما العواصم السُنية فقد أصابتها عدوي التقية الشيعية، فلم تنبس ببنت شفة، وظهرت المقاومة العراقية كرد فعل طبيعي على كلا المشروعين، واختلطت الأوراق، وتحقق مفهوم الفوضى الخلاقة التي بشرت به كاهنة السياسة الصهيونية "رايس"، لكنها هذه المرة تشاركت الأجندة مع "آيات الله" في" قم".

يتضح من ذلك تلاحم المشروعين، وبداية "متعة" مؤقتة بينهما، لعلها لن تدوم كثيراً بقدر الحاجة إليها، وقد أجازتها العمائم السوداء لكلا المشروعين، فملامح الغزل بدأت بتآمر "آيات الله" مع المشروع الصهيوني على احتلال أفغانستان والعراق، بل لقد دفعوا "دواب" البيت الأبيض، إلى احتلال جارتهم السُنية لحساب مصالح مشروعهم الصفوي، وشارك عملاؤهم داخل العراق وأجهزة إستخباراتهم، بإلإضافة الي مليشياتهم المسلحة، بتخريب العراق وتصفية مؤسساته، وبالمثل رأي المشروع الصهيوني من احتلال العراق هدفاً بات ملحاً للانتقال الي مرحلة جديدة في المنطقة والعالم.

ففي أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن، قبل غيبوبته، سأل "بوش" رئيس وزراء الإحتلال الصهيوني "شارون" قائلاً: "لعل الانتفاضة أتعبتكم وآذتكم؟!، فرد هذا الأخير موضحاً: "إن الانتفاضة مثل الزكام .. أما العراق فهو الصداع النصفي!!"، وظهر أول تعبير عن الخطط والنوايا الصهيونية تجاه العراق، حين أعلن وزير البنية التحتية "يوسف باتريزكي" عقب سقوط بغداد مباشرة عن رغبة الصهاينة في إحياء خط النفط القديم (الموصل - حيفا) والذي كان قد توقف عن العمل عقب قيام الكيان الصهيوني عام 1948.

وعلي الفور وكأن الأمر قد أعد له، تم افتتاح أول مركز صهيوني "للدراسات الشرق أوسطية" في قلعة العرب، فور دخول قوات الإحتلال إليهاعام 2003، كبداية للتوغل الصهيوني في عاصمة الرشيد، فالمركز لم يكن سوى واجهة لمؤسسات أمنية وتجسسية تخدم المشروع الصهيوني، وهي منتشرة في الكثير من دول العالم بأسماء مختلفة، وقد كان العراق البلد الوحيد في المنطقة العربية - إن لم يكن في العالم كله - الذي يواجه فيه من يتعامل مع الكيان الصهيوني عقوبةَ الإعدام شنقاً.

والمتتبع لأوجه الشبه بين المشروعين قد يعييه الأمر!، فالمشروع الصفوي يحتلّ بعض أراضي جيرانه: "طمب" الصغري والكبري، و"أبوموسى"، بالإضافة إلى أرض الأحواز العربية التي يستخرج منها 90% من البترول الإيراني ، والمشروع الصهيوني كذلك يحتلّ الجولان السوري، ومناطق من جنوب لبنان، و"أم الرشراش" المصرية، فضلاً عن أن قيامه أصلاً كان على أراضي شعب موجود بالفعل تم تسليم أرضه إلى المشروع الصهيوني، الذي شرع في الإقصاء وينوي البقاء، وحتى تلك الأراضي التي انتزعها الفلسطينيون بدمائهم، خاضعة لهيمنة الكيان الصهيوني، يقتحمها متى أراد، ويغلق منافذها متى شاء، ويضع بينها الحواجز بالطريقة التي يحبّ، ويعتقل من أبنائها مَن يودّ اعتقاله، ويغتال مَن تدفعه مصالحه أو أحقاده إلى اغتياله!".

و"الصفوية" دولة شيعية قامت في إيران في القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، على يد الشاه إسماعيل الذي يعد أول ملوكها، وقد كان قيامها مقترناً بالقضاء على مذهب أهل السنة بعد أن كان معظم أهل إيران يدينون به، كما تزامن قيام الدولة الصفوية بارتكاب مذابح يندى لها الجبين بحق أهل السنة، وتم فرض المذهب الشيعي على إيران والمناطق التي سيطر عليها الصفويون بالإكراه، كما أن الصفويين عمدوا إلى التحالف مع الدول الأوروبية ضد الدولة العثمانية السنية(!!) أملاً في إضعافها وإعاقة الفتوحات الإسلامية لأوروبا.
ومن هنا تتضح عوامل هذا الارتباط الناجح، الذي لن يدوم طويلاً بين المشروعين، وذلك عندما يكتشف كل طرف دمامة الآخر وقبح وجهه، أو حين تصطدم المصالح وتتناحر الأهداف بينهما.

في هذه الأثناء - ولحين الانفصال بين المشروعين - لن يعود العراق عراق البناء والتقدم والسعى العلمي والاقتصادي والاجتماعي المحموم، بل سيقتصر دوره فى هذا المجال على تقديم خدمات "المتعة" بوصفه ماخوراً صفوياًً لزوار "المراقد المقدسة" من أبناء الدول الشقيقة والصديقة.

ومما يستلزم ذكره شهادة للتاريخ: أن المؤامرات الصفوية ضد العثمانيين قديماً تسببت بأمرين خطيرين:
الأول: إعاقة الفتوحات الإسلامية لأوروبا، ذلك أن العثمانيين كانوا يضطرون لوقف حصارهم للمدن الأوروبية، والعودة لتأمين حدودهم مع الصفويين، واسترجاع ما كان يستولي عليه الصفويون من بلاد، حيث عمد الصفويون إلى احتلال بعض البلدان التابعة للعثمانيين كالعراق علي وجه الخصوص..(!!).

الثاني: أن التحالفات التي عقدها الصفويون مع الدول الأوروبية والتسهيلات التي منحوهم إياها شكلت بداية عهد الاستعمار، والوجود الأوروبي في بلاد المسلمين حتى هذه اللحظة، فهل أعاد التاريخ نفسه؟!.
وحيثما يتم تصفية العلماء وأساتذة الجامعات والخبراء والمختصين العراقيين، فسيحل محلهم عمائم "صهيوصفوية" لتقديم الفتاوى العاجلة؛ من أجل ألا يعود هناك فى العراق أى أحد يستطيع تذكر معادلة رياضية واحدة، تصلح لإنتاج أسلحة دمار شامل، أو حتى صناعة علف للدواجن!!.

مثيل هذا ما صدر عن زعيم التيار الصدري، الذي تتبعه مليشيات "جيش المهدي" الصفوية، "مقتدي الصدر"، حينما سألته إحدي نساء شيعته او كما نعتت نفسها بالـ"الزينبيات" عن أجرها وإخواتها إن هن مارسن "المتعة" الجماعية مع أفراد المليشيا وذلك للتخفيف عنهم، لا سيما بعد الإرهاق النفسي الذي يواجهونه كل مرة يذهبون فيها لفصل رؤوس نساء النواصب وأطفالهن، وهدم بيوتهم، واعتقال شبابهم، والتمثيل بجثثهم بعد تثقيبها بـ"الدريل" وهم أحياء، مثل حالة مراسلة قناة العربية "أطوار بهجت"، والتي عثر على جثتها بعد أيام من خطفها على الهيئة التي ذكرناها، ولم تكن "المؤودة" مراسلة العربية، طرفاً في الصراع بين الصفويين والنواصب، ولم تكن كذلك عضواً في المقاومة العراقية السنية، تلك المقاومة التي يقودها "النواصب" وحدهم ضد الإحتلال..!!

وأجاب "سماحته" عليهن بما مفاده، ان أجرهن علي "المتعة" الجماعية يتضاعف عشرات المرات عنه في ممارسة طقوسها منفردة، خصوصاً لو كانت هذه المتعة يذهب ريعها المادي في الإنفاق "الخيري" علي اعضاء المليشيا انفسهم من باب مشاركة الزينبيات في المجهود الحربي ضد النواصب من اهل السنة، حقاً انها المساواة بين الزينبيات ورجالهن في ثواب قتال النواصب، لكنه عاد وشدد عليهن في مراعاة الإحتياط من كشف عوراتهن لغير المتمتعين..!!.

عراق كلا المشروعين ستسود فيه الأمية وتتحول فيه الجامعات الى مؤسسات لإنتاج الجهل والتخلف، ويقتصر الإبداع والأدب والفن على مهاترات وتشنيع وموشحات نحيب و"حسينيات" تلطم على "الحسين"، وتنسى أن تلطم على عراق غدر به في خسة، لا تقل ضراوة عن خسة قتل "الحسين" نفسه.

اتفق المشروعان على ارتباط متعة فيما بينهما، فكان لابد من تقديم "صدام" عربوناً بينهما، باعتباره قاد العراق الى نصر مؤزر ضد التطلعات التوسعية للمشروع الصفوي، الذي أبرزه للعلن "آية الله الخميني"، ومن المعروف أن هذا الأخير مات كمداً بعد وقت قصير من إذعانه للهدنة، قائلاً أنه: "يشرب كأسها كما يشرب كأس السم".

قَتلُ "صدام" إذا ليس انتقاماً من دكتاتوريته، وإنما لإفساح الطريق أمام مسيرة المشروع الصفوي ذي التطلعات التوسعية، كذلك جاء الإعدام إنتقاماً للخميني أحد قادة هذا المشروع، حين تم طرده من مقر إقامته فى النجف قبل أسابيع من اندلاع "الثورة الصفوية" عام 1979.

أما حصة المشروع الصهيوني من دم الرجل، فكونه الأول الذي جرؤ على إطلاق صواريخ صوب كيانهم الصهيوني بدون سيناريو متفق عليه، يحدد مكان وزمان القصف، كما هي عادة الكيان مع اعدائه في دول الجوار..!!، والأول كذلك الذي شكل تهديداً استراتيجياً لوجود المشروع الصهيوني من أساسه، والأول الذى زعزع نظرية الدفاع الصهيونية القائمة على التفوق، ثم وهذا هو الأهم، أنه أراد أن يحول العراق إلى قوة نووية غير مدجنة، تستطيع تهديد المشروع الصهيوني، من أجل توازن عادل، يصلح الخلل الذي احدثته "كامب ديفيد" واخواتها بدلاً من ان تكون 99% من أوراق اللعب في يد أمريكا وحدها..!!.

فى هذا المناخ التاريخي العاصف، برز حلف الصهاينة والصفويين ليقرر كيف سيتم تقاسم المصالح فى هذه الأرض المحروقة بعد إنهاكها، فقد أدركت واشنطن بعد كل الدمار والخراب والموت الذى ألحقته بالعراق، أنها لن تعود لتكسب قلوب وعقول أحد من أهل السُنة فيه، فاختارت المضي قدماً فى طريق اللاعودة حيال تقسيم وتفتيت العراق، ثم باقي منطقة الشرق الأوسط، وبما أن "لآيات الله" نفوذاً لا يُقاوم على حُسينيات ومليشيات القتل الصفوية هناك، فإن تقاسم المصالح معها، حتى وإن لم يكن مثالياً للمشروع الصهيوني، فإنه الشر الذي لا بد منه، وكل زواج لابد له من عربون حتي ولو كان "للمتعة"!!.

أخيراً وليس آخراً: كان نحر"عراق - صدام"، رسالة إلى باقي الثيران التي سمُنت من فرط رتعها في المراعي الأمريكية، فعلف السلام حولته الـ""F16 إلى هشيم تذروه الرياح، كما أن المشروع الصفوي يعي جيداً أن منطلقات عودته كقوة دولية باتت واضحة، والمبشرين بأنهار السمن والعسل للسائرين في ركابه، ينتشرون كالنار في الهشيم، من قم إلى بيروت وأخيراً بغداد.

المشروع الصهيوني يلتحف عبائة الروم، والمشروع الصفوي يلتحف عبائة الشيعه من عرب وعجم علي حد سواء، وبين كلا المشروعين قنطار مصالح وأفدنة عداء، أما العرب فقد انقسموا بين "غساسنة" و"مناذرة"، هؤلاء يتملقون الفرس، وأولئك يستجدون الروم، ولا أقل من المشهد اللبناني دلالة علي بداية المرحلة.

USAMA LADEN غير متصل قديم 22-01-2007 , 07:39 AM    الرد مع إقتباس
ديني قضيتي ديني قضيتي غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 90
#2  

السلام عليكم أخي أسامة.

أصبت عين الهدف بمقالك القيم, و السؤال هل على أهل السنة في الشام و الحجاز أن يصحوا ذات يوم على أصوات المثاقب الكهربائية الشيعية تصدح في بلدانهم و شوارعهم.

أعليهم أن يقابلوا قطاع طريق من شاكلة مقتدى الصدر يفلتر من بطاقته الشخصية احتوت من دون اختياره على أحد الأسماء الغالية على قلوب كل مسلم لم يعطل عقله.

أتشوى عائشاتنا كما شويت عائشة العراق.

على كل غيور على دينه و عرضه أن يصرخ لا للمد الشيعي في بلاد الإسلام.

لتحيا كل الشعارات التي تدعو إلى مقارعة أحفاد إبن العلقمي.

أرجو من الله أن يحفظ المسلمين في كل بقاع دار الإسلام من هؤلاء القتلة أصحاب العمائم السود .

و إن شاء الله منصورين

ديني قضيتي غير متصل قديم 23-01-2007 , 11:53 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.